ـ إلى أن قال : ـ حتّى ينتهي إلى ربّ العزّة ، فيقول : يا ربّ فلان بن فلان أظمأت هواجره ، وأسهرت ليله في دار الدنيا ؛ وفلان بن فلان لم أظمأ هواجره ، ولم أسهر ليله. فيقول تبارك وتعالى : أدخلهم الجنّة على منازلهم ، فيقوم فيتّبعونه ، فيقول للمؤمن : إقرأ وارقه. قال : فيقرأ ويرقأ حتّى يبلغ كلّ رجل منهم منزلته الّتي هي له ، فينزلها.» (١)
وعنه باسناده عن منهال القصّاب ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال :
«من قرأ القرآن وهو شابّ مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه ، وجعله الله مع السفرة الكرام [البررة] ، وكان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة ؛ يقول : يا ربّ إنّ كلّ عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي ، فبلّغ به أكرم عطائك. قال : فيكسوه العزيز الجبّار حلّتين من حلل الجنّة ، ويوضع على رأسه تاج الكرامة ، ثمّ يقال له : هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن : يا ربّ ، قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا.
[قال :] فيعطى الامن بيمينه ، والخلد بيساره ، ثمّ يدخل الجنّة ، فيقال له : إقرأ واصعد درجة ، ثمّ يقال له : هل بلّغنا به وأرضيناك؟ فيقول : نعم.
قال : ومن قرأه كثيرا ويعاهده بمشقّة من شدّة حفظه أعطاه
__________________
(١) الكافي ، ج ٢ ، كتاب فضل القرآن ، ص ٦٠١ ، ح ١١ ؛ والوسائل ، ج ٤ ، باب ١ من أبواب قراءة القرآن ، ص ٨٢٤ ، ح ٢ ؛ والصافي ، ج ١ ، المقدمة العاشرة ص ٤٣.