أو غيرهما ، وكفى بالاختلاف الواقع في (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) و «مالك» عند المشهورين منهم غير سائر القرائات الّتي قرأها أهل الصدر الاوّل ومن يتلوهم في هذه الآية. أليس المعنى والحروف مختلفة مع أنّ الظاهر عندنا أنّ القرآن حرف واحد نزل من عند واحد؟ فقس على ذلك حال سائر القرآن ، مضافا إلى ما وقع فيه الاختلاف بين المسلمين ممّا يعمّ به البلوى ؛ كغسل اليدين في الوضوء مستويا ومنكوسا ، وكالغسل والمسح في الرجلين وغيرهما.
وذكر بعض العارفين :
«أنّ الكتاب دلّ بصريحه المؤيّد بالحديث المجمع على معناه من المسلمين كافّة على أنّه مغيّر محذوف منه كثير بمعونة الاحاديث المجمع عليها من المسلمين ، وهي ما روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله :
«لتركبنّ سنن من كان قبلكم ؛ حذو النعل بالنعل ، والقذّة (١) بالقذّة ، حتّى لو سلكوا جحر ضبّ لسلكتموه.» (٢)
وهذا لا يختلف في معناه اثنان من الشيعة ـ ثمّ نقله من طرق العامّة عن «أبي ليث الواقدي» ، ثمّ قال : ـ وهذا الحديث لا يختلف في معناه اثنان منهم ، فقد حصل إجماع المسلمين على المعنى.
__________________
(١) «القذة» أي : ريش السهم.
(٢) قد رواه كثير من علماء الخاصة والعامة في كتبهم بألفاظ وأسانيد مختلفة وطرق متعددة ، كسليم بن قيس والقمي والشيخ والصدوق وغيرهم ـ رضوان الله تعالى عليهم ـ من الخاصة ، والبخاري ومسلم والترمذي وأحمد والحاكم والهيثمي وغيرهم من العامة ، فراجع البحار ، الباب الاول من كتاب الفتن والمحن ؛ ومرآة الانوار ، ص ٣٣ ـ ٣٤ ، ومجمع الزوائد ، ج ٧ ، ص ٢٦١ ، وجامع الاصول.