وتقديرها عليه ، وأنّه لو شاء لعصمه منها ، فيحدث له ذلك أنواعا من المعرفة بالله ، وأسمائه وصفاته ، وحكمته ، ورحمته ، ومغفرته ، وعفوه ، وحلمه ، وكرمه ، وتوجب له هذه المعرفة عبوديّة بهذه الأسماء ، لا تحصل بدون لوازمها ، ويعلم ارتباط الخلق ، والأمر ، والجزاء. بالوعد والوعيد بأسمائه ، وصفاته ، وأنّ ذلك موجب الأسماء ، والصفات ، وأثرها فى الوجود ، وأنّ كلّ اسم مفيض لأثره. وهذا المشهد يطلعه على رياض مؤنقة المعارف ، والإيمان ، وأسرار القدر ، والحكمة يضيق عن التعبير [عنها (١)] نطاق الكلم والنّظر.
الرّابع : نظره إلى الآمر له بالمعصية ، وهو شيطانه الموكّل به ، فيفيده النظر إليه اتخاذه (٢) عدوّا ، وكمال الاحتراز منه ، والتّحفّظ والتّيقّظ لما يريده منه عدوّه ، وهو لا يشعر ؛ فإنّه يريد أن يظفر به فى عقبة من سبع عقبات بعضها أصعب من بعض : عقبة الكفر بالله ، ودينه ، ولقائه ، ثمّ عقبة البدعة ، إمّا باعتقاده خلاف الحقّ ، وإمّا بالتّعبّد بما لم يأذن به الله من الرّسوم المحدثة. قال بعض مشايخنا : تزوّجت الحقيقة الكافرة ، بالبدعة الفاجرة ، فولد بينهما خسران الدّنيا والآخرة ، ثمّ عقبة الكبائر (يزينها (٣) له وأن الإيمان فيه الكفاية. ثم عقبة الصغائر بأنها مغفورة ما اجتنبت الكبائر) ولا يزال يجنيها حتى (٤) يصرّ عليها ، ثمّ عقبة المباحات ، فيشغله بها عن الاستكثار من الطّاعات. وأقلّ ما يناله منه تفويت الأرباح العظيمة ،
__________________
(١) زيادة يقتضيها السياق
(٢) ا ، ب : «ايجاده»
(٣) سقط ما بين القوسين فى ا
(٤) كذا فى ب. وفى ا «ثم»