(فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ) قيل : المحصنات : المزوّجات تصوّر أن زوجها هو الّذى أحصنها. (وَالْمُحْصَناتُ)(١) بعد قوله تعالى : (حُرِّمَتْ) بالفتح لا غير ، وفى سائر المواضع بالفتح والكسر لأنّ الّتى حرّم التزوّج بها المزوّجات دون العفيفات ، وفى سائر المواضع يحتمل الوجهين.
٣٥ ـ بصيرة فى الحصى
أخذ من لفظه الإحصاء وهو التّحصيل بالعدد يقال : أحصيت كذا. واستعمال ذلك فيه من حيث إنّهم كانوا يعتمدونه بالعدد كاعتمادنا فيه على الأصابع.
قوله تعالى : (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً)(٢) أى حصّله وأحاط به. وقال صلىاللهعليهوسلم : «إنّ لله) (٣) تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنّة» وقال «استقيموا ولن تحصوا (٤)» أى لن تحصّلوا ذلك. ووجه تعذّر إحصائه وتحصيله هو أنّ الحقّ واحد والباطل كثير بل الحقّ بالإضافة إلى الباطل كالنقطة بالإضافة إلى سائر أجزاء الدائرة وكالمرمى (٥) من الهدف ، وإصابة ذلك شديد ، وإلى هذا أشار ما روى أنّ النبىّ صلىاللهعليهوسلم قال : «شيّبتنى (٦) سورة هود وأخواته» فسئل من الذى شيبك منه ، فقال قوله تعالى : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ)(٧) وقال أهل اللّغة : لن تحصوه أى لن تحصوا ثوابه.
__________________
(١) الآية ٢٤ سورة النساء.
(٢) الآية ٢٨ سورة الجن.
(٣) ورد فى الجامع الصغير عن الترمذى وغيره.
(٤) ورد فى الجامع الصغير عن أحمد بن حنبل وغيره.
(٥) فى الراغب : «كالغرض».
(٦) فى تيسير الوصول فى التفسير عن الترمذى فى تفسير سورة هود : «شيبتنى هود والمرسلات وعم يتساءلون واذا الشمس كورت»
(٧) الآية ١١٢ سورة هود.