٢٣ ـ بصيرة فى الحرض
رجل حرض كجبل وحرض ككتف وحارضة ، أى فاسد مريض ، واحده وجمعه (١) سواء ، قال الله تعالى (حَتَّى تَكُونَ (٢) حَرَضاً) قال قتادة : حتى تهرم أو تموت. ابن عرفة : وهو الفساد يكون فى البدن والمذهب والعقل. ورجل حرض وحارض اذا أشفى على الهلاك. وقيل الحرض والحارضة الذى لا خير عنده. قال :
يا ربّ بيضاء لها زوج حرض |
|
حلّالة بين عريق وحمض (٣) |
وفى حديث عوف بن مالك الأشجعى رضى الله عنه قال : رأيت محلّم بن جثّامة الليثى رضى الله عنه فى المنام فقلت له [كيف](٤) أنت يا محلّم؟ فقال : بخير. وجدنا ربّا رحيما غفر لنا ، قلت لكلّكم (٥)؟ قال : لكلنا (٦) غير الأحراض. قلت : ومن الأحراض؟ قال : الّذين يشار إليهم بالأصابع ، أراد : الفاسدين المشتهرين بالشر ، الذين (٧) لا يخفى على أحد فسادهم ، شبّههم بالسّقمى (٨) المشرفين على الهلاك فسمّاهم أحراضا. وقال : أبو عبيدة : الحرض الّذى أذابه الحزن والعشق. وأحرضه الحبّ : أفسده.
__________________
(١) هذا فى «حرض» بالتحريك. وذلك أنه فى الاصل مصدر. فأما «حرض» ككتف ، و «حارضة» فيثنيان ويجمعان.
(٢) الآية ٨٥ سورة يوسف.
(٣) عريق وحمض : موضعان بين البصرة والبحرين فى شرقى الدهناء. وبعد الشطرين شطر ثالث هو :
* ترميك بالطّرف كما ترمى الغرض*
وانظر معجم البلدان فى «حمض».
(٤) زيادة من اللسان.
(٥) فى الاصلين : «كلكم» و «كلنا» وما أثبت عن اللسان.
(٦) فى الاصلين : «الذى».
(٧) الوارد فى جمع السقيم السقام بزنة كتاب. والقياس يجيزه كمريض ومرضى.