٧ ـ بصيرة فى الخداع
وهو إنزال الغير عمّا هو بصدده بأمر يبديه على خلاف ما يخفيه.
والخداع ورد فى القرآن على أربعة أوجه :
الأوّل : خداع الكفار رسول الله صلىاللهعليهوسلم بأن يعقدوا معه عهدا فى الظّاهر وينقضوه فى الباطن (وَإِنْ (١) يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ).
الثّانى : خداع اليهود مع أهل الإيمان يصالحونهم فى الظّاهر ويتهيّئون لحربهم فى الباطن (يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ)(٢)
الثالث : خداع المنافقين مع المؤمنين بإظهار الإيمان وإبطان الكفر (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ)(٣).
الرّابع : خداع الله الكفّار والمنافقين بإسبال النّعمة عليهم فى الدّنيا ، وادّخار أنواع العقوبة لهم فى العقبى (وَهُوَ خادِعُهُمْ)(٤) وقيل فى قوله تعالى : (يُخادِعُونَ اللهَ) أى يخادعون رسول الله وأولياءه. ونسب ذلك إلى الله من حيث إنّ معاملة الرّسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كمعاملته ، ولذلك قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ)(٥) وجعل ذلك خداعا تفظيعا لفعلهم ، وتنبيها على عظم الرّسول صلىاللهعليهوسلم وعظم أوليائه
__________________
(١) الآية ٦٢ سورة الانفال.
(٢) الآية ٩ سورة البقرة.
(٣) الآية ١٤٢ سورة النساء.
(٤) الآية ١٤٢ سورة النساء.
(٥) الآية ١٠ سورة الفتح.