٤٦ ـ بصيرة فى الحميم
الحميم والحميمة : الماء الحارّ ، والماء البارد ، من الأضداد. وقيل : الشّديد الحرارة. قال (١) :
وساغ لى الشّراب وكنت قبلا |
|
أكاد أغصّ بالماء الحميم |
أى البارد. وقال آخر (٢) :
سقيا لظلّك بالعشىّ وبالضّحى |
|
ولبرد مائك والمياه حميم |
لو كنت أملك منع مائك لم يذق |
|
ما فى قلاتك ما حييت لئيم |
وقال تعالى : (يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ)(٣). وقيل للماء الحارّ فى خروجه من منبعه : حمّة. وروى : العالم كالحمّة ، يأتيها البعداء ، ويزهد فيها القرباء. وسمّى العرق حميما على التشبيه. وسمّى الحمّام إمّا لأنّه يعرّق ، وإمّا لما فيه من الماء الحارّ ، واستحمّ : دخل الحمّام.
وقوله تعالى : (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ. وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ)(٤) هو القريب المشفق. وكأنّه الّذى يحتدّ حماية لذويه. وقيل لخاصة الرّجل : حامّته وذلك لما قلنا. ويدلّ على ذلك أنّه قيل للمشفقين من أقارب الإنسان :
__________________
(١) فى مختصر شرح الشواهد للعينى فى باب الاضافة ان قائله عبد الله بن يعقوب ، وكان له ثأر فأدركه.
(٢) هو أبو القمقام الاسدى ، كما فى معجم البلدان «وشل». وأول الشعر :
اقرأ على الوشل السّلام وقل له |
|
كلّ المشارب مد هجرت ذميم |
والوشل جبل عظيم بناحية تهامة ، وفيه مياه عذبة. والقلات جمع قلت ، وهو النقرة فى الجبل.
(٣) الآية ١٩ سورة الحج.
(٤) الآيتان ١٠٠ ، ١٠١ سورة الشعراء.