وفى حدّ الزّانيين (فَاجْلِدُوا (١) كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) إلى قوله تعالى : (وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وفى شهادتهما على عصيان العاصين فى المحشر (شَهِدَ (٢) عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ) (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا)(٣) وقيل : هو كناية عن الفرج (٤) ، وفى اتّخاذ الأخبية (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها)(٥) الآية ، وفى خشية الخائفين وقت سماع القرآن (تَقْشَعِرُّ (٦) مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) وفى الاطمئنان بالذّكر واللّطف والرّحمة من الله تعالى (ثُمَّ تَلِينُ (٧) جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ).
٣٨ ـ بصيرة فى الجلس
أصل الوضع فيه أنّ الجلس : الغليظ (٨) من الأرض. ويسمّى النجد أى المكان المرتفع جلسا أيضا. وأصل الجلوس أن يقصد وضع مقعده (٩) فى جلس من الأرض ، ثمّ جعل الجلوس لكلّ قعود ، والمجلس لكلّ موضع يقعد فيه الإنسان. وقيل : الجلوس إنّما هو لمن كان مضطجعا ، والقعود لمن كان قائما ، باعتبار أنّ الجالس من يقصد الارتفاع أى مكانا مرتفعا. وإنّما هذا يتصوّر فى المضطجع ، والقاعد بخلافه فيناسب القائم.
__________________
(١) الآية ٢ سورة النور.
(٢) الآية ٢٠ سورة فصلت.
(٣) الآية ٢١ سورة فصلت.
(٤) كذا فى الأصلين. والمناسب «الفروج»
(٥) الآية ٨٠ سورة النحل.
(٦) الآية ٢٣ سورة الزمر.
(٧) الآية ٢٣ سورة الزمر.
(٨) ب : «الغلظ».
(٩) كذا. وهو يريد المقعدة ، أى الاست.