وكذا واحد ، فانه بما هو فى قبال اثنين وانه مبدء العدد لا يثنى ولا يجمع لما قلنا ولكنه يثنى ويجمع وصفا بمعنى لا نظير له ولا معه غيره ، كقولهم : فلان واحد قومه وكما فى هذين البيتين.
فلمّا التقينا واحدين علوته |
|
٩٤٦ بذى الكفّ انّى للكماة ضروب |
قوم اذا الشرّ ابدى ناجذيه لهم |
|
٩٤٧ طاروا اليه زرافات ووحدانا |
والله تعالى يوصف بهما بمعنى ما لا جزء له وما لا مثل له ، ولا يطلقان عليه تعالى بمعنى اول العدد ، لان هذا الاطلاق يصح فيما له ثان من جنسه ، ولا ثانى له تعالى.
واما قول السجاد عليهالسلام فى الصحيفة فى دعائه متفزعا الى الله تعالى : لك يا الاهى وحدانية العدد فليس معناه : انت واحد بالعدد لصريح قول امير المؤمنين عليهالسلام فيما رواه الصدوق فى الباب الثالث من كتاب التوحيد : قول القائل : هو واحد يقصد به باب الاعداد لا يجوز لان ما لا ثانى له لا يدخل فى باب الاعداد ، بل المعنى : انه احدى الدات لا يتجزى ولا ينقسم ويمتنع عليه تعدد الاجزاء ، فاضاف الوحدانية الى العدد واراد نفى التجزى فى الذات.
السادس عشر : يضاف العدد المشتق على وزن اسم الفاعل على قسمين.
القسم الاول اضافته الى ما اشتق منه ، نحو ثانى اثنين ، ثالث ثلاثة وعاشر عشرة ، وهذا بمعنى احد او بعض ، اى احد ثلاثة وبعض عشرة ، وهذا يدل على الاشتراك ، نحو قوله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ) ـ ٥ / ٧٣ ، اى ثالث ثلاثة مشتركين فى الالوهية ، والمشتق فى هذا القسم لا يعمل عمل النصب ، بل يضاف دائما ، لانه فى حكم الجامد اذ معناه احد او بعض.
وهذا فى الثانى الى العاشر ان اصيف الى الاثنين الى العشرة ، فاذا زيد على العشرة جاز ذكر الجزء الثانى من المضاف وعدمه ، تقول : حادى عشر احد عشر وحادى احد عشر ، ورابعة عشرة اربع عشرة ورابعة اربع عشرة.
القسم الثانى اضافته الى ما دون ما اشتق منه بمرتبة ، نحو قوله تعالى : (ما يَكُونُ