المبحث الثالث
فى الظروف واحكامها ، الظرف فى اللغة وعاء الشئ ، وهو ما يعى شيئا جسميا او معنويا ، ولا يعتبر الاحاطة كالكوز والماء ولا بعض الاحاطة كالكاس وما فيها ، بل المعتبر ان يكون شىء واعيا لشئ باى وجه كان ، نحو قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) ـ ٢ / ٢٩ ، فان الارض ظرف لما فى سطحها كما هو ظرف لما فى جوفها ، وقوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) ـ ٣ / ١٩٠ ، فان الآيات هى الدلائل على علم خالقها وقدرته ، وهى لا تختص بما فى جوف السماوات والارض والليل والنهار ، نعم اذا اطلق الظرف عند الناس انصرف الى ما له الاحاطة او بعض الاحاطة لان ما يستعملونه فى معيشتهم كذلك.
والظرف فى الاصطلاح هو كل اسم معناه زمان او مكان ، وهذا الظرف بالمعنى الاعم ، ويطلق الظرف بالخصوص على المنصوب الذى سمى بالمفعول فيه ، وهذا الظرف بالمعنى الاحض ، وقد مر ذكره فى مبحثه فى المقصد الاول ، والذى نذكره هنا ما هو بالمعنى الاعم ، فنقول ان الظرف له تقسيمات متداخلة.
التقسيم الاول
الظرف اما متصرف او غير متصرف.