ايضا هذا الحد ، ولا باس به نظرا الى اللغة لان الاضافة فى اللغة هى النسبة ، وكل مجرور قد نسب اليه معنى اسمى او فعلى ، بل هذا حال كل جزء من الكلام ، والفصل المميز هو قوله : بواسطة حرف جر لفظا او تقديرا ، ولا يخفى ان هذا الحد لا يشمل المضاف اليه بالاضافة اللفظية ، اذ ليس اضافة الوصف الى معموله بتقدير حرف الجر ، اللهم الا ان يقال : يقدر لام التقوية ، فان قولك : ضارب زيد بمنزله ضارب لزيد ، ولكن لا يتاتى هذا فى اضافة الوصف الى الفاعل ، نحو زيد قائم الاب.
الفصل الرابع عشر
فى اضافات غريبة اختلفوا فيها.
الاول اضافة المسمى الى الاسم ، نحو سعيد كرز ، شهر رجب ، يوم الخميس ، علم الحساب ، عيد الفطر ، حبل الوريد ، شجر الزقوم ، كوكب الزهرة ، ارض البطحاء وامثال ذلك ، ومرادهم منها ان المضاف اليه اسم للمضاف وهما شىء واحد ، فالمراد من شهر رجب مثلا : شهر مسمى برجب وكذا غيره.
الثانى اضافة المؤكد الى المؤكد ، وهى نحو اضافة الزمان الى اذ المقطوعة عما تضاف اليه ، كيومئذ ونظائرها ، فان اذ تاكيد ليوم لانهما زمان واحد للجملة المحذوفة ، وقيل من ذلك قول الشاعر :
فقلت انجوا عنها نجا الجلد انّه |
|
٥٩٩ سير ضيكما منها سنام وغاربه |
الثالث اضافة الاسم المعتبر الى الملغى وبالعكس ، والمراد بالملغى ما ان حذف لم يختل المعنى كما فى هذه الابيات.
ولو بلغت عوّى السماء قبيلة |
|
٦٠٠ لزادت عليها نهشل وتعلّت |
اقام ببغداد العراق وشوقه |
|
٦٠١ لاهل دمشق الشام شوق مبرّح |
الى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما |
|
٦٠٢ ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر |
ما هاج شوقك من هديل حمامة |
|
٦٠٣ تدعو على فنن الغصون حماما |