(ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) ـ ٢ / ١٨٧ ، اى من الفجر ، (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) ـ ٢ / ٢٨٠ ، اى من عسرته ، (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) ـ ٤٢ / ٥٣ ، اى من الله الى الله ، (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ) ـ ٤٢ / ١٠ ، اى من عندكم الى الله ، (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ) ـ ١٠ / ٧٥ ، اى بعثنا من عندنا ، وليس من بعدهم مبدء البعث ، بل هو زمان البعث.
ثم يستعمل الى للتعدية ، ولم يذكر القوم هذا المعنى لها ، مع انهم اخذوا لفظ الى فى حد التعدية ، اذ عرفوها بانها مجاوزة اثر الفاعل الى المفعول به ، وهذا المعنى ظاهر فى مواضع كثيرة ، ولا ينافيه معنى الانتهاء ، بل هو لازم معنى التعدية ، كما ان الالصاق لازم معانى الباء.
منها مادة الهدى ، فانها تتعدى الى المفعول الثانى بالى كما تتعدى اليه بنفسها ، نحو قوله تعالى : (وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ـ ٥ / ١٦ ، ولا يمكن ان يقال : انها زائدة ، وهذه المادة تتعدى باللام مكان الى نحو قوله تعالى : (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) ـ ٢٤ / ٣٥.
منها مادة التوفية ، نحو قوله تعالى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها) ـ ١١ / ١٥ ، كما تتعدى بنفسها ايضا ، نحو قوله تعالى : (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ـ ٤٦ / ١٩.
منها مادة الركون وما بمعناه ، نحو قوله تعالى : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) ـ ١١ / ١١٣ ، (إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ) ـ ٦٨ / ٣٢.
منها مادة النظر وما بمعناه ، نحو قوله تعالى : (وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً) ـ ٢٠ / ٥٨ ، (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ) ـ ١٤ / ٢٨ ، وفى غير هذه المواضع ايضا جاءت للتعدية ، ولعلهم لم يذكروا هذا المعنى لها اكتفاء عنه بمعنى الانتهاء.
ثم اعلم انه ليس لالى معنى غير الانتهاء والتعدية ، ونقل ابن هشام عن