ومثاله حالا قوله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ) ـ ٢ / ٢٨ ، حال لفاعل تكفرون ، والاستفهام توبيخ وتعجيب ، وقوله تعالى : (وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً) ـ ٢ / ٢٥٩ ، حال للمفعول ، والجملة بدل من العظام ، اى وانظر الى كيفية انشازها وكسوتها لحما.
وقال ابن هشام : ان كيف فى قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) ـ ١٠٥ / ١ ، مفعول مطلق ، اى الم تر اى فعل فعل ربك باصحاب الفيل ، اقول : هو مفعول مطلق نوعى ، والاولى فى التقدير ان يقال : الم تر ان ربك فعل بهم فعلا مكيفا بكيفية عجيبة لان تقديره يفوت معنى كيف ، وكيف فى هذه الآية ليست للاستفهام ، وامكن ان يكون الجملة باسرها مفعولة ، اى الم تر كيفية فعل ربك بهم العجيبة.
هنا امور
الاول قد يكون كيف حالا محذوف العامل او خبرا محذوف المبتدا ، نحو قوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ـ ٣ / ٢٥ ، اى فكيف حالهم او فكيف يفعلون ، والجملة جزاء لاذا فى المعنى ، نظير قوله تعالى : (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً) ـ ٧٣ / ١٧ ، (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً) ـ ٩ / ٨ ، جملة الشرط والجزاء حال للمحذوف ، والتقدير : كيف يكون للمشركين عهد الخ والحال انهم ان يظهروا عليكم لا يرقبوا الخ.
الثانى كيف مبنية على الفتح ، ومحلها رفع ان وقعت خبرا للمبتدا ، ونصب ان وقعت حالا او خبرا لاحد من الافعال الناقصة ، نحو قوله تعالى : (كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) ـ ٥٤ / ١٨ ، ونحو قولك : كيف اصبحت ، كيف امسيت ، وهى تدل على الحال العامة المبهمة ، فصح فى الاستفهام تقديرها ظرفا اى جارا ومجرورا واسما ، فتقدير السؤال فى نحو كيف انت : فى اى حال او على اى حال انت ، و