جَنَّةُ الْمَأْوى) ـ ٥٣ / ١٣ ـ ١٥.
ولا يخفى ان الحضور اخص من القرب ، فكل حضور قرب وليس كل قرب حضور ، فقد يكون مثال واحد صالحا لكليهما ، وايضا ان القرب والحضور قد يكونان محسوسين او معنويين باعتبار نفسهما ، كما هما كذلك باعتبار ما يضاف اليه عند ، نحو ما جاء فى الحديث : لا تبع ما ليس عندك ، وقولك : عندى مال ، فان القرب فيهما معنوى ، وهو قرب الملك بقرينة المال ولا تبع ، وانت مكرم عندى فالقرب فيه معنوى ، وهو قرب المحبة بقرينة مكرم ، ولكنه فى هذه الامثلة ونظائرها حسى باعتبار ما يقرب منه ، اى ما يضاف اليه عند ، فلا تغفل.
وههنا امور
الامر الاول
كلمة عند غير متصرفة ، وهى منصوبة على الظرفية كما شوهد فى الامثلة ، وكثيرا تجر بمن الابتدائية ، وذلك عند اعتبارها مكانا حسيا او معنويا يبتدا منه شىء ، سواءا اعتبر له انتهاء ام لا.
مثاله قوله تعالى : (ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) ـ ٢ / ٧٩ ، (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ) ـ ٤ / ٧٨ ، (حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً) ـ ٤٧ / ١٦.
الامر الثانى
عند ظرف مكان ، وما جاء فى كتاب الله تعالى للزمان ، ولكن استعمل له قليلا ، نحو قول على عليهالسلام : عند الامتحان يكرم الرجل او يهان ، عند حضور الاجال تظهر