عوده على بدئه ، اى عائدا بلا توقف فى المقصد ، جاؤوا الجماء الغفير ، اى جميعا ساترين وجه الارض لكثرتهم واجتماعهم ، افعل هذا جهدك وطاقتك اى جاهدا قويا ، جاء القوم قضهم ، اى جميعا ، وكقول الشاعر :
فارسلها العراك ولم يذدها ٢٧٥ |
|
ولم يشفق على نغص الدخال |
الفصل الثانى
الحال اما مشتقة واما جامدة ، والاكثر كونها مشتقة.
مثال المشتقة وقد مر بعض منه قوله تعالى : (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً) ـ ٢٠ / ٧٠ ،(إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى) ـ ٢٠ / ٧٤ ـ ٧٥ ، (وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) ـ ١٧ / ٢٩ ، (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً) ـ ١٧ / ٣٣.
مثال الجامدة قوله تعالى : (وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً) ـ ٧ / ٧٤ ، (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) ـ ٨٩ / ٢٢ ، (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) ـ ١٧ / ٦١ ، (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) ـ ١١٠ / ١ ، ونحو ادخلوا رجلا رجلا ، قرات القرآن حزبا حزبا ، تصفحت الكتاب ورقا ورقا ، ظهر زيد اسدا ، خط هذا الثوب قميصا ، ابر هذه القصبة قلما ، بعته يدا بيد ، اى سلمت السلعة واخذت الثمن بلا فصل.
ثم يكثر وقوع المصدر حالا ، وهو فى تاويل الوصف فاعلا او مفعولا ، نحو قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) ـ ١٢ / ٢ ، اى مقروا عربيا ، (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) ـ ٧ / ٥٧ ، اى بشيرا ، (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) ـ ١٧ / ٤٩ ، اى مخلوقين جديدا ، (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) ـ ١٠٠ / ٥ ، اى مجتمعة.
ونحو جاء ركضا ، اى راكضا ، قتله صبرا ، اى مصبورا بمعنى محبوسا ممنوعا عما يريد ، طلع علينا فجاة ، اى مفاجئا ، لقيته كفاحا ، اى مواجها ، ناديته عيانا ، اى مبصرا اياه ، كلمته مشافهة ، اى مشافها ، تدرست سماعا ، اى سامعا لما قال الاستاد ،