وغيره بذلك أيضاً.
قال في مشرق الشمسين بعد ذكر تقسيم الحديث إلى الأقسام الأربعة المشهورة قال : «وهذا الاصطلاح لم يكن معروفاً بين قدمائنا ، كما هو الظاهر لمن مارس كلامهم ، بل المتعارف بينهم إطلاق الصحيح على ما اعتضد بما يقتضي اعتمادهم عليه ، أو اقترن بما يوجب الوثوق به والركون إليه ، وذلك لأمور :
منها : وجوده في كثير من الأصول الاربعمائة ....
ومنها تكرّره في أصل أو أصلين ... ومنها : وجوده في أصل معروف الانتساب إلى أحد الجماعة الذين أجمعوا على تصديقهم ... أو على تصحيح ما يصحّ عنهم ... أو العمل بروايتهم ... وغيرهم ... ومنها : اندراجه في أحد الكتب التي عرضت على الأئمّة عليهمالسلام ... ومنها كونه مأخوذاً من الكتب التي شاع ....
وقد جرى رئيس المحدّثين على متعارف القدماء فحكم بصحّة جميع أحاديثه ، وقد سلك ذلك المنوال جماعة من أعلام علماء الرجال ، لما لاح لهم من القرائن الموجبة للوثوق والاعتماد ، ثمّ ذكر أنّ أوّل من قرّر الاصطلاح الجديد العلّامة قدسسره وأنّه كثيراً ما يسلك مسلك المتقدّمين هو وغيره من المتأخّرين» (١).
وقال في منتقى الجمان : «اصطلح المتأخّرون من أصحابنا على تقسيم الخبر باعتبار إختلاف أحوال رواته إلى الأقسام الأربعة المشهورة ... إلى أنّ قال : وما ذكره أخيراً من نقلهم الإجماع على تصحيح ما يصحّ عن أبان بن عثمان مع كونه فطحياً ليس من هذا الباب في شيء ، فإنّ القدماء لا علم لهم بهذا الاصطلاح ،
__________________
(١) مشرق الشمسين (المطبوع مع الحبل المتين) / ٢٦٩ ـ ٢٧٠.