والصلاة عبادة مشتركة ، وبها تثبت له العبودية ، وبإثبات النوم له عن خدمة ربّه عزوجل من غير إرادة له وقصد منه إليه نفي الربوبية عنه ، لأنّ الذي لا تأخذه سنة ولا نوم هو الله الحيّ القيّوم ، وليس سهو النبي صلىاللهعليهوآله كسهونا ، لأنّ سهوه من الله عزوجل ، وإنّما أسهاه ليُعلم أنّه بشر مخلوق ، فلا يُتّخذ ربّاً معبوداً دونه ، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو متى سهواً ، وسهونا من الشيطان ، وليس للشيطان على النبي صلىاللهعليهوآله والأئمّة (صلوات الله عليهم) سلطان ، (إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ)(١) وعلى من تبعه في الغاوين. ـ إلى أن قال ـ :
وكان شيخنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمهالله يقول : أوّل درجة في الغلوّ نفي السهو عن النبي ـ إلى أن قال ـ : وإن احتسب الأجر في تصنيف كتاب منفرد في إثبات سهو النبي صلىاللهعليهوآله ، والردّ على منكريه إن شاء الله تعالى» (٢).
وحكى الوحيد البهبهاني عن جدّه المجلسي الأوّل أنّه قال : «إنّ الذي حصل لي من التتبّع التامّ ، أنّ جماعة من أصحاب الرجال رأوا أنّ الغلاة لعنهم الله نسبوا إلى جماعة شيئاً ترويجاً لمذاهبهم الفاسدة ، كجابر ، والمفضّل بن عمر ، والمعلّى وأمثالهم ، وهم بريئون ممّا نسبوه إليهم ، فرأوا دفعاً للأفسد بالفاسد أن يضعّفوا هؤلاء كسراً لمذاهبهم الباطلة ، حتّى لا يمكنهم إلزامنا بأخبارهم الموضوعة ـ إلى أن قال ـ :
وقرينة الوضع عليهم دون غيرهم أنّهم كانوا أصحاب الأسرار ، وكانوا ينقلون من معجزاتهم ، فكانوا يضعون عليهم والجاهل بالأحوال لا يستنكر ذلك ، كما ورد
__________________
(١) النحل / ١٠٠.
(٢) الفقيه ١ / ٣٥٩ ، باب أحكام السهو في الصلاة ، الحديث ١٠٣١.