العيّاشي عنهم ، فقال : أمّا علي بن عبد الله بن مروان فإنّ القوم ـ الغلاة ـ يُمتحنون في أوقات الصلاة ، ولم أحظره وقت الصلاة.
وبما ذكره أيضاً عن الغلاة في وقت الإمام الهادي عليهالسلام ، فقد روى عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، «كتبت إليه عليهالسلام في قوم يتكلّمون ويقرءون أحاديث ينسبونها إليك وإلى آبائك ، قال : ومن أقاويلهم أنّهم يقولون إنّ قوله تعالى : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ)(١) معناها رجل ، لا ركوع ولا سجود ، وكذلك الزكاة ، معناها ذلك الرجل لا عدد درهم ولا إخراج ، وأشياء من الفرائض والسنن والمعاصي ، فأوّلوها وصيّروها على هذا الحدّ الذي ذكرته لك» انتهى.
وقيل ـ كما ذهب إليه الوحيد البهبهاني ـ : «إنّ كثيراً من القدماء لا سيّما القمّيين وابن الغضائري كانوا يعتقدون للأئمّة عليهمالسلام منزلة خاصّة من الرفعة والجلالة ، ومرتبة معيّنة من العصمة والكمال بحسب اجتهادهم ورأيهم ، وما كانوا يجوّزون التعدّي عنها ، وكانوا يعدّون التعدي ارتفاعاً وغلوّاً حسب معتقدهم ، حتّى إنّهم جعلوا مثل نفي السهو عنهم غلوّاً ، بل ربّما جعلوا مطلق التفويض إليهم ـ أو التفويض الذي اختلف فيه كما سنذكر ـ أو المبالغة في معجزاتهم ، ونقل العجائب من خوارق العادات منهم ، أو الإغراق في شأنهم وإجلالهم وتنزيههم من كثير من النقائص ، وإظهار كثير قدرة لهم ، وذكر علمهم بمكنونات السماء والأرض ـ ارتفاعاً ، أو مورّثاً للتهمة به ، لا سيّما من جهة أنّ الغلاة كانوا مختلفين في الشيعة ، مخلوطين بهم مدلّسين.
وبالجملة الظاهر أنّ القدماء كانوا مختلفين في المسائل الأصولية أيضاً ،
__________________
(١). العنكبوت / ٤٥.