عن كتاب الغضائري ، بل في موارد عديدة يزيد على ما يذكره القهبائي المعاصر له في مجمع الرجال ، ويظهر من ذلك ومن موارد أخرى أنّ النسخة التي كانت بحوزة السيّد التفريشي أصحّ وأوسع ممّا كانت لدى القهبائي ، لا سيّما وأنّ التفريشي متقدّم رتبة على القهبائي وإن عاصره ، وقد تقدّمت عبارة الميرداماد في الرواشح ، حيث حكى عبارة السيّد ابن طاوس عن نسخة كتاب الرجال لابن الغضائري ، وكذا تقدّمت عبارة صاحب العالم في التحرير الطاووسي ، حيث حكى عبارة أخرى للسيّد ابن طاوس ، وهي التي أشار إليها الآغا بزرگ المحقّق الطهراني رحمهالله.
النقطة الرابعة : لم نعثر بحسب التتبّع المحدود غير المستقصى على ذكر لكتاب الرجال لابن الغضائري في إجازات المتأخّرين ، ولا متأخّري المتأخّرين ، كما لم يُشر أحد إلى عثوره على ذلك ، وقد عرفتَ أنّ السيّد ابن طاوس قد صرّح بعدم الرواية المتّصلة له بذلك.
وخلاصة ما تقدّم : إنّ نسخة الكتاب ليس لها سند متّصل ، وهذا ممّا يضعف الوثوق بها ، إلّا أنّه بحسب التتبّع يظهر منه إحاطة المؤلّف بأحوال الرجال وخصوصياتهم ، وان كانت آراؤه الرجاليّة فيها نحو تسرّع ، كما ذكر ذلك الميرداماد ، إلّا أنّ الموادّ التي يذكرها في التراجم لا تخلو من فائدة ، ولو بحسب مسلك تجميع القرائن لتحصيل الاطمئنان ، ومن ثمّ أولاها الرجاليّون من متأخّري الأعصار نحو اهتمام ، وأدمنوا ذكر أقواله.