إِيمانِهِ
إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) فالواقعة مذكورة في مورد نزول آية اخرى خاصّة بعمّار ولا
تعني هذه الواقعة كثير مديح لصهيب ، وليس فيها دلالة على حُسن عاقبته وعدم تبديله
لعهد الله ورسوله ، فإنّ الوعد بالثواب قد ذكر في مواطن كثيرة على أعمال البِرّ
والخير ، إلّا أنّه كلّه مشروطاً بالموافاة عند الموت على الإيمان والاستقامة على
عهد الله ورسوله كما هو مفاد آية سورة الفتح في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما
يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما
يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ
أَجْراً عَظِيماً).
المورد الخامس ،
وهو كون الكتاب مشحوناً من إجابتهم عليهمالسلام على كلّ ما اقترحه الكفّار والمخالفين من المعجزات وهو
خلاف كثير من الآيات.
ففيه : أوّلاً :
إنّه ليس مجموع ما ذكر في الكتاب هو إجابة كلّ ما اقترحه بل هو بعض ذلك.
ثانياً : إنّ
العديد منها وقع مع أئمّة الضلالة زيادةً في قطع العذر عليهم.
ثالثاً : إنّ
تعداد ما يستعرضه من المعاجز التي وقعت على يد رسول الله صلىاللهعليهوآله أو التي أنبأ بها القرآن قبل وقوعها من الملاحم وغيرها عدد
ليس باليسير.
رابعاً : إنّ
العديد من تلك المعاجز ليست من المعاجز المصطلحة ، وإنّما هي من الكرامات التي
حباها الله أوليائه المعصومين.
خامساً : إنّ
المشار إليه في الآيات من عدم إجابة الكفّار إلى كلّ ما سأله من المعجزات إنّما هو
في مقام عدم إجابة تكبّرهم وغطرستهم لا امتناعاً عن إقامة
__________________