(١)
الضمير
الضمير : هو ما وضع لمتكلّم أو مخاطب أو غائب تقدّم ذكره. (١)
والتقدّم قد يكون لفظا ورتبة ، نحو : «جاء زيد فأكرمته» ، وقد يكون لفظا فقط ، نحو : «ضرب زيدا غلامه» ، وقد يكون رتبة فقط ، نحو : «ضرب غلامه زيد» ، وقد يكون معنى بأن يتضمّن الكلام السابق إيّاه ، نحو قوله تعالى : (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) ، (٢) ـ فإنّ مرجع الضمير عبارة عن «العدل» الذي يتضمّنه «اعدلوا» ـ أو يستلزمه سياق الكلام ، نحو قوله تعالى : (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ) ، (٣) فإنّ مرجع ضمير «ه» عبارة عن «الميّت» الذي يستلزمه سياق الكلام.
عود الضمير على متأخّر لفظا ورتبة
ذكر جماعة من النحويّين جواز عود الضمير على المتأخّر لفظا ورتبة في مواضع :
١ ـ أن يكون الضمير فاعلا ب «نعم» أو «بئس» مفسّرا بتمييز ، نحو : «نعم رجلا زيد» و «بئس رجلا عمرو».
٢ ـ أن يكون مرفوعا بأوّل المتنازعين وأعملنا الثاني ، نحو : «أكرماني وأكرمت الزيدين».
__________________
(١). قال ابن مالك :
فما لذي غيبة أو حضور |
|
ك «أنت وهو» سمّ بالضّمير |
أي : إنّ الضمير ما دلّ على غيبة ك «هو» ، أو حضور ، وهو قسمان : أحدهما ضمير المخاطب ، نحو «أنت» ، والثاني ضمير المتكلّم نحو «أنا».
(٢). المائدة (٥) : ٨.
(٣). النساء (٤) : ١١.