التمييز (١)
هو كلّ اسم نكرة متضمّن معنى «من» لبيان ما قبله من إبهام ذات أو نسبة نحو : «عندى شبر أرضا» و «طاب زيد نفسا».
وخرج بقيد «متضمّن معنى من» الحال ؛ فإنّها متضّمنة معنى «في» ، وخرج بقيد «لبيان ما قبله» اسم «لا» التي لنفي الجنس ؛ فإنّه متضمّن معنى «من» وليس فيه بيان لما قبله ، نحو : «لا رجل قائم» فإنّ التقدير : «لا من رجل قائم» ، وخرج أيضا نحو «ذنبا» من قول الشاعر :
أستغفر الله ذنبا لست محصيه |
|
ربّ العباد إليه الوجه والعمل |
وقد يأتي التمييز غير مبيّن فيعدّ مؤكّدا ، نحو : «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً».(٢)
وقد يأتي بلفظ المعرفة فيعتقد تنكيره معنى ، نحو قول الشاعر :
رأيتك لمّا أن عرفت وجوهنا |
|
صددت وطبت النّفس يا قيس عن عمرو |
والذّات المبهمة ـ التي يفسّرها التمييز ـ أربعة أنواع :
أحدها : العدد ، نحو : «إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً».(٣)
والثاني : المقدار ، وهو إمّا مساحة ، ك «عندي شبر أرضا» ، أو كيل ك «لي قفيز برّا» ، أو وزن ك «اشتريت منوين عسلا».
والثالث : ما يشبه المقدار ، نحو قوله تعالى : «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ».(٤)
والرّابع : ما كان فرعا للتمييز ، نحو : «هذا خاتم حديدا» ، فإنّ الخاتم فرع الحديد.
__________________
(١). هو والمميّز والمبيّن والتّبيين والتّفسير والمفسّر بمعنى.
(٢). التوبة (٩) : ٣٦.
(٣). يوسف (١٢) : ٤.
(٤). الزّلزلة (٩٩) : ٧ و ٨.