حكم «لا» مع همزة الاستفهام
إذا دخلت همزة الاستفهام على «لا» النافية للجنس بقيت على ما كان لها من العمل والاتباع ، نحو :
ألا ارعواء لمن ولّت شبيبته |
|
وآذنت بمشيب بعده هرم (١) |
حذف خبر «لا» أو اسمها
إذا جهل الخبر وجب ذكره ، نحو : «لا أحد أغير من الله عزوجل» ، وإذا علم فيحذف كثيرا ، نحو قوله تعالى : (قالُوا لا ضَيْرَ)(٢) ويلتزمه التميميّون والطائيّون.
وقد يحذف اسم «لا» للعلم به ، كقولهم : «لا عليك» ، أي : «لا بأس عليك». (٣)
__________________
(١). الارعواء : الانتهاء والانكفاف والانزجار. «ولّت» : أدبرت ، والشّبيبة : الشباب ، «آذنت» : أعلمت. والمشيب : الشيخوخة ، والهرم : كبر السنّ.
قال ابن مالك :
وأعط «لا» مع همزة استفهام |
|
ما تستحقّ دون الاستفهام |
تنبيه :
قد يقصد ب «ألا» التمنّي فمذهب المازني والمبرّد بقاؤها على جميع ما كان لها من الأحكام ، كقول الشاعر :
ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه |
|
فيرأب ما أثأت يد الغفلات |
ومذهب سيبويه والخليل أنّها تعمل في الاسم خاصّة ولا خبر لها ولا يتبع اسمها إلّا على اللفظ ولا يجوز إلغاؤها إذا تكرّرت.
وقد ترد للتنبيه فلا تعمل شيئا وتدخل على الجملة الاسميّة ، نحو قوله تعالى : «أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ». يونس (١٠) : ٦٢ ، والفعليّة ، نحو قوله تعالى : «أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ». هود (١١) : ٨.
وقد ترد للعرض والتحضيض ومعناهما الطلب ، لكن العرض طلب بلين والتحضيض طلب بحثّ. وتختصّ «ألا» هذه بالفعليّة ولا تعمل شيئا ، نحو قوله تعالى : «فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ* فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ فقال أَلا تَأْكُلُونَ». (الذّاريات (٥١) : ٢٦ و ٢٧) ، و (أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ) التوبة (٩) : ١٣.
(٢). الشعراء (٢٦) : ٥٠.
(٣). قال ابن مالك :
وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر |
|
إذا المراد مع سقوطه ظهر |