الثاني : ما سمّي به من هذا الجمع والملحق به ، نحو «أذرعات» ، لموضع بالشام ، أصله «أذرعة» جمع «ذراع».
ومن العرب من ينصب هذا النوع بالكسرة ويحذف منه التنوين ومنهم من يعربه إعراب ما لا ينصرف. (١)
٥ ـ ما لا ينصرف (٢)
وحكمه أن يرفع بالضّمة ، نحو : «جاء أحمد» وينصب بالفتحة ، نحو : «رأيت أحمد» ويجرّ بالفتحة أيضا ، نحو : «مررت بأحمد» فنابت الفتحة عن الكسرة.
هذا إذا لم يضف أو لم يقع بعد الألف واللام (٣) وإلّا جرّ بالكسرة ، نحو : قوله تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)(٤) و (وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ) ، (٥) و «مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً». (٦)
__________________
(١). قال ابن مالك :
وما بتا وألف قد جمعا |
|
يكسر في الجرّ وفي النّصب معا |
كذا اولات والذي اسما قد جعل |
|
كأذرعات فيه ذا أيضا قبل |
أشار بقوله : «كذا اولات ...» ، إلى ما يلحق بجمع المؤنث السالم في إعرابه وهو على قسمين : الأوّل : اسم جمع ، وهو «اولات» بمعنى «صاحبات». الثاني : ما سمّي من هذا الجمع والملحق به ، نحو : «أذرعات».
(٢). هو ما فيه علّتان من تسع ك «أحسن» أو واحدة منها تقوم مقامهما ك «مساجد» ، كما سيأتي في بابه.
(٣). سواء كانت الألف واللام معرفة أو موصولة أو زائدة.
(٤). التّين (٩٥) : ٤.
(٥). البقرة (٢) : ١٨٧.
(٦). هود (١١) : ٢٤.
قال ابن مالك :
وجرّ بالفتحة ما لا ينصرف |
|
ما لم يضف أو يك بعد «ال» ردف |
وهل يكون حينئذ باقيا على منع صرفه أم يكون منصرفا؟ قال ابن مالك في شرح التسهيل : «إنّه حينئذ باق على منع صرفه سواء زالت منه علّة أم لا» ، وذهب السيرافي والمبرّد وجماعة إلى أنّه منصرف مطلقا ، واختار ابن مالك في نكته على مقدّمة ابن الحاجب أنّه إن زالت منه علّة فمنصرف وإن بقيت العلّتان فلا.