تقديم التمييز على عامله
ذهب سيبويه إلى أنّه لا يجوز تقديم التمييز على عامله (١) سواء كان متصرّفا أو غير متصرّف ، فلا تقول : «نفسا طاب زيد» ولا «عندى درهما عشرون».
وأجاز الكسائي والمازني والمبرّد تقديمه على عامله المتصرّف ، فتقول : «نفسا طاب زيد». فإن كان العامل غير متصرّف فقد منعوا التقديم سواء كان فعلا ، نحو : «ما أحسن زيدا رجلا» ، أو غيره ، نحو : «عندي عشرون درهما».
وقد يكون العامل متصرّفا ويمتنع تقديم التمييز عليه عند الجميع وذلك نحو : «كفى بزيد رجلا» ، فلا يجوز تقديم «رجلا» على «كفى» وإن كان فعلا متصرّفا ، لأنّه بمعنى فعل غير متصرف وهو فعل التعجّب فقولك : «كفى بزيد رجلا» بمعنى : «ما أكفاه رجلا!». (٢)
__________________
(١). وأمّا توسّط التمييز بين العامل ومعموله ـ نحو : «طاب نفسا زيد» ـ فنقل بعضهم الإجماع على جوازه.
(٢). قال ابن مالك :
اسم بمعنى من مبين نكره |
|
ينصب تمييزا بما قد فسّره |
ك «شبر أرضا وقفيز برّا |
|
ومنوين عسلا وتمرا» |
وبعد ذي وشبهها اجرره إذا |
|
أضفتها ك «مدّ حنطة غذا» |
والنّصب بعد ما اضيف وجبا |
|
إن كان مثل «ملء الأرض ذهبا» |
والفاعل المعنى انصبن ب «أفعلا» |
|
مفضّلا ك «أنت أعلى منزلا» |
واجرر ب «من» إن شئت غير ذي العدد |
|
والفاعل المعنى ك «طب نفسا تفد» |
وعامل التّمييز قدّم مطلقا |
|
والفعل ذو التّصريف نزرا سبقا |