الحالة الثالثة : جواز التقديم والتأخير ، وذلك فيما فقد فيه موجبهما ، كقولك : «زيد قائم» ، فيترجّح تأخيره على الأصل ويجوز تقديمه لعدم المانع.
حذف المبتدأ والخبر
يحذف كلّ من المبتدأ والخبر إذا دلّ عليه دليل ، جوازا أو وجوبا.
فمثال حذف المبتدأ جوازا أن يقال : «كيف زيد؟» ، فتقول : «صحيح» ، أي : «هو صحيح».
ومثال حذف الخبر جوازا أن يقال : «من عندك؟» ، فتقول : «زيد» ، أي : «زيد عندي».
وقد يحذف الجزءان ، نحو : «نعم» ، في جواب : «أزيد قائم» ، إذ التقدير : «نعم ، زيد قائم». سئل عن الصادق عليهالسلام : «المؤمنون من طينة الأنبياء؟» ، قال : نعم. (١)
ويحذف المبتدأ وجوبا في مواضع :
١ ـ إذا اخبر عنه بنعت مقطوع ، ك «مررت بزيد الكريم» ، والتقدير : «هو الكريم».
٢ ـ إذا اخبر عنه بمخصوص «نعم» أو «بئس» ، نحو : «نعم الرّجل زيد» ، والتقدير : «هو زيد».
٣ ـ إذا اخبر عنه بمصدر جيء به بدلا من فعله ، نحو قوله تعالى : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) ، (٢) والتقدير : «فصبري صبر جميل».
٤ ـ إذا اخبر عنه بصريح القسم ، نحو : «في ذمّتي لأفعلنّ».
ويحذف الخبر وجوبا في مواضع :
١ ـ أن يكون الخبر كونا مطلقا والمبتدأ بعد لو لا الامتناعيّة ، نحو : «لو لا عليّ لهلك عمر» ، (٣) أي : «لو لا عليّ موجود ...».
__________________
(١). الكافي (٢) : ٥.
قال ابن مالك :
وحذف ما يعلم جائز كما |
|
تقول : «زيد» ، بعد «من عندكما؟» |
وفي جواب «كيف زيد؟» قل : دنف |
|
فزيد استغني عنه إذ عرف |
(٢). يوسف (١٢) : ١٨.
(٣). قالها عمر بن الخطّاب في مواضع متعدّدة. راجع : مسند زيد بن علي : ٣٣٥ ، شرح الأزهار ، لأحمد