٧ ـ الجملة المبدوءة بحرف له الصدر مثل «كأنّما» و «ربّ» ، نحو قوله تعالى : (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) ، (١) ونحو :
فإن أهلك فذي لهب لظاه |
|
عليّ يكاد يلتهب التهابا (٢) |
أي فربّ ذي لهب. (٣)
ويجوز دخول الفاء في الجواب إذا كان مضارعا مثبتا أو منفيّا ب «لا» ، كقوله تعالى :
(وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ) ، (٤) و (وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ) ، (٥) ونحو : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها) ، (٦) و «فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً». (٧)
ويمتنع دخول الفاء إذا كان الجواب ماضيا غير مصدّر ب «قد» أو مضارعا منفيّا ب «لم» ، نحو : «إن ضربتني ضربتك» أو «لم أضربك».
تنبيه : كما تربط الفاء الجواب بشرطه كذلك تربط شبه الجواب بشبه الشرط ، نحو : «الذي يأتيني فله درهم».
وقوع المضارع بعد جزاء الشرط
إذا وقع بعد جزاء الشرط فعل مضارع مقرون بالفاء أو الواو جاز فيه ثلاثة أوجه : الجزم
__________________
(١). المائدة (٥) : ٣٢.
(٢). اللهب : النار. لظاه : من لظيت النار ، أي : تلهّب.
(٣). قال المحقّق الرضي رحمهالله : «إذا كان جواب الشرط مصدّرا بهمزة الاستفهام ـ سواء كانت الجملة فعليّة أو اسميّة ـ لم تدخل الفاء ، لأنّ الهمزة من بين جميع ما يغيّر معنى الكلام يجوز دخولها على أداة الشرط فيقدّر تقديم الهمزة على أداة الشرط نحو قولك : «إن أكرمتك أتكرمني» كأنّك قلت : «أإن أكرمتك تكرمني» قال عليّ عليهالسلام في نهج البلاغة (الخطبة القاصعة ، فضل الوحي): «وإن فعل الله لكم ذلك أتؤمنون» ، وقال الله تعالى : (أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى* أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى) (العلق (٩٦) : ١٣ و ١٤).
ويجوز حمل «هل» وغيرها من أدوات الاستفهام على الهمزة ، لأنّها أصلها. قال الله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ) (الأنعام (٦) : ٤٧). وقال تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ) (الأنعام (٦) : ٤٦).
ويجوز دخول الفاء فيها لعدم عراقتها في الاستفهام. قال الله تعالى : «قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي». (هود (١١) : ٦٣). وتقول : «إن أكرمتك فهل تكرمني».
(٤). الأنفال (٨) : ١٩.
(٥). المائدة (٥) : ٩٥.
(٦). إبراهيم (١٤) : ٣٤.
(٧). الجنّ (٧٢) : ١٣.