عابس ، وجرير بن عبد الحميد ، وغيرهم ، كما في « تهذيب التهذيب » (١) (٢).
وأمّا قوله : « والإجماع فضل زائد ... » إلى آخره ..
فقد سبق ما في دعوى الإجماع ، في أوائل مباحث الإمامة (٣).
وأمّا قوله : « ولمّا سمع المنافق أنّ هؤلاء مطعونون فرح ... » إلى آخره ..
ففيه : إنّ المنافق يعلم أنّ صاحب الدّين ومؤسّسة هو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خاصّة ، فلا طعن في الدّين إلّا بالطعن به نفسه ، دون آحاد أمّته أو جميعها ؛ ولذا طعن الله سبحانه بالأمّة فما كان منه نقصا في نبيّه الكريم ، قال سبحانه : ( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ ... ) (٤) الآية ؛ ونحن ما زدنا على هذا الطعن!
على أنّ المنافق لا يرى فرقا بين المشايخ الثلاثة ، وعبد الملك ، والمنصور والرشيد ، وأشباههم ممّن فتحوا الفتوح ، ومصّروا الأمصار ، واتّخذهم القوم أئمّة وأمراء للمؤمنين.
__________________
(١) تهذيب التهذيب ٨ / ١٥٨ رقم ٦٩١٢ ، وانظر : تهذيب الكمال ١٨ / ٨٤ رقم ٦٥٣٠.
(٢) نقول : وقد توسّع السيّد عليّ الحسيني الميلاني ـ حفظه الله ورعاه ـ في دراسة وبحث هذه الأخبار ، سندا ودلالة ، في مقاله : « استخلاف النبيّ أبا بكر في الصلاة » ، المنشور أوّلا في مجلّة « تراثنا » ، العدد ٢٤ ، السنة ٦ ، رجب ١٤١١ ه ، ص ٧ ـ ٧٦ ؛ وثانيا ضمن كتابه « الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة » ، فكان الرسالة الرابعة منها ، بعنوان : « رسالة في صلاة أبي بكر » ؛ فراجع!
(٣) راجع : ج ٤ / ٢٤٩ وما بعدها من هذا الكتاب.
(٤) سورة آل عمران ٣ : ١٤٤.