وأقول :
ليس الغرض بيان زهد أمير المؤمنين عليهالسلام ، فإنّه أشهر وأظهر من أن يذكر ، وإنّما الغرض أزهديّته الكاشفة عن فضله الذاتي على من سواه ، وقربه الأقرب إلى الله تعالى ؛ فإن أقرّ القوم بذلك ، فنعم الوفاق ، وإلّا فليأتوا بسورة من مثله.
وتنزيه الفضل لأصحابه لا حقيقة له ؛ فإنّهم أنكروا أعظم فضائله وأجمعها للمزايا ، وهي خلافته بنصّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنكروا عصمته وفضله على من سواه ، الذي هو من أظهر الضروريّات.
والفضل بنفسه لم يستطع أن يقرّ لأمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، بالأفضلية في العلم ، والشجاعة ، والزهد ؛ بل أثبت له ـ كما رأيت ـ أصل هذه الأمور فقط.
فهل يرى أنّ إنكار فضائله إنّما هو بإنكار علمه ، وشجاعته ، وزهده؟! فهذا لا يقدر عليه حتّى الخوارج!!
ثمّ إنّ الحديث الذي حكاه المصنّف رحمهالله عن أخطب خوارزم قد حكاه في « كنز العمّال » (١) ، ونقله ابن أبي الحديد في « شرح النهج » (٢) ، كلاهما عن أبي نعيم في « الحلية » ، بسنده عن عمّار ، ولفظه هكذا :
« يا عليّ! إنّ الله قد زيّنك بزينة ، لم يزيّن العباد بزينة أحبّ إليه
__________________
(١) ص ١٥٩ من الجزء السادس [ ١١ / ٦٢٦ ح ٣٣٠٥٣ ]. منه قدسسره.
(٢) ص ٤٤٩ من المجلّد الثاني [ ٩ / ١٦٦ ]. منه قدسسره.