وأقول :
معنى كونه باب مدينة علم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه الواسطة للناس في وصولهم إلى علم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا واسطة غيره ، والآخذ من غيره كالسارق ، فيكون أخذ العلم منه واجبا ومن غيره حراما ، فهو الإمام دون غيره ؛ لعدم اجتماع إمامة الشخص وحرمة الأخذ عنه واتّباعه في ما يحكم به.
كما أنّ وجوب الأخذ عنه للوصول إلى علم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يتمّ إلّا بعصمته ، فيتعينّ للإمامة.
وكذا جعله الباب لعلمه دالّ على إحاطته بجميع ما يصدر عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من العلوم ، وذلك شأن الإمام.
ويشهد لانحصار طريق علم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعليّ عليهالسلام ، جهل الأمّة بأكثر الأحكام لمّا أعرضوا عنه ، والحال أنّ الله سبحانه قد أكمل دينه ، فما زالت آراؤهم مضطربة ، وأحكامهم مختلفة ، حتّى كأنّ الله تعالى قد أوكل إلى أهوائهم أحكامه.
ولمّا رجع الأمر إلى أمير المؤمنين عليهالسلام لم يقدر على إمضاء ما علم ولا على نشره ؛ لأنّ الناس قد ألفوا خلافه ..
فقد نهى عن صلاة التراويح ، فصاح الناس : وا سنّة عمراه! (١) ..
__________________
(١) انظر : شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٢ / ٢٨٣.