وأقول :
قد عرفت أنّ معنى الرجوع إليه ، هو أنّه الأصل لهم ، والأساس لأمرهم (١) ، وهو لا يستدعي الموافقة في كلّ شيء ..
فإنّ الملّيّين جميعا ينتسبون إلى أنبيائهم ، مع أنّ الضلال قد غلب عليهم ، فغيّروا وبدّلوا.
ومنهم المسلمون بطوائفهم ؛ فإنّهم ينتسبون إلى دين النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويرجعون في علومهم إليه ، وأكثر فرقهم ضلّال.
ومنهم الصوفيّة ، فإنّهم من المسلمين ، وينتسبون إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالإسلام ، كما ينتسبون إلى أمير المؤمنين عليهالسلام بعلم الطريقة ، وهما بريئان من عقائدهم وأعمالهم.
ويشهد لانتسابهم إلى أمير المؤمنين عليهالسلام إسنادهم الخرقة إليه ـ التي هي شعارهم ـ سواء أرادوا بها ـ كما قيل ـ : سرّ الولاية ، فاستعاروا له الخرقة كلباس التقوى ؛ أم أرادوا بها : الخرقة الظاهريّة ، التي يزعم جهّالهم أنّها الخرقة التي أخذوها عن أسلافهم ، عن أهل البيت ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام (٢).
__________________
(١) تقدّم آنفا في الصفحة ٣٣٥ وما بعدها ؛ فراجع!
(٢) انظر : البرهان الجلي ـ للغماري ـ : ١ وما بعدها ، فقد ذكر أنّ فرقة التصوّف وأسانيد الصوفية أكثرها يتّصل بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، من رواية الحسن البصري عنه ، ثمّ شرع بتحقيق ذلك.
وراجع : عوارف المعارف ـ للسهروردي ـ : ٩٢ الباب الثاني عشر / في شرح خرقة المشايخ الصوفية.