وأقول :
لا يخفى أنّ حقيقة الفضل في هذه الفضيلة ليس لمجرّد الاختصاص بعدم سدّ الباب ، بل لما يكشف عنه من طهارة عليّ عليهالسلام ، وأنّه يحلّ له أن يجنب في المسجد ويمكث فيه جنبا ، ولا يكره له النوم فيه كما كان ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فإنّ عمدة الغرض من سدّ الأبواب تنزيه المسجد عن الأدناس ، وتبعيده عن المكروهات والأمور البيتية.
وكان عليّ عليهالسلام كالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لا تؤثّر فيه الجنابة والنوم دنسا معنويا ، وكان بيت الله كبيته ؛ لكونه حبيبه القريب منه ، فاستثني كالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لذلك ، كما ستعرفه.
وأمّا قوله : « كان عليّ ساكن بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ... » إلى آخره.
فالظاهر أنّ غرضه به إنكار فضل أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ لأنّ المستثنى حينئذ هو باب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأنّ البيت له ؛ إذ لا يتعلّق في المقام بهذه المقدّمة فائدة سوى هذا الغرض السوء ، وإن ناقض نفسه بجعل الاستثناء فضيلة لعليّ عليهالسلام يشارك بها أبا بكر ، فكان يلزمه أن يخصّ الفضيلة بأبي بكر وحده!
وفي كلا مقصديه ، من إنكار فضل أمير المؤمنين عليهالسلام ، وإثبات فضل أبي بكر نظر ..
أمّا الأوّل ؛ فلأنّ كون البيت لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يمنع من اختصاص عليّ بباب منفرد ؛ كيف؟! وقد صرّحت الأخبار بأنّ الباب لعليّ ، حتّى تكلّم الناس في استثناء بابه ، ولو كان الباب للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لما كان محلّ