وأقول :
إنّ معنى الوصيّة : العهد ، يقال : أوصى إلى فلان ، بمعنى : عهد إليه (١) ..
فإن أطلق متعلّق الوصيّة حكم بشموله لجميع ما يصلح تعلّقها به ..
وإن قيّد ، كما لو قيل : أوصى إليه بأيتامه ، أو ثلث ماله ، أو نحوهما ، اختصّ به.
ومن الواضح أنّ الرواية من قبيل الأوّل ، فتشمل الوصيّة بالخلافة ، بل هي أظهر ما تشمله وتنصرف إليه ، بل معنى وصيّ النبيّ : خليفته.
كما يشهد له أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ضرب لسلمان مثلا بوصيّ موسى ، وهو : « يوشع » الخليفة لموسى ..
وما رواه أحمد في مسنده (٢) ، عن طلحة بن مصرف ، قال : « قال أبو الهذيل (٣) [ بن شرحبيل ] : أبو بكر [ كان ] يتأمّر على وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ودّ أبو بكر أنّه وجد مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عهدا فخزم أنفه بخزام ».
__________________
(١) انظر : لسان العرب ١٥ / ٣٢٠ ـ ٣٢١ مادّة « وصي ».
(٢) في أحاديث عبد الله بن أبي أوفى ، ص ٣٨٢ من ج ٤. منه قدسسره.
(٣) كذا في الأصل ، وفي المصدر : « الهذيل » ، وكلاهما تصحيف ، والصحيح : « الهزيل » بالزاي ؛ انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٦ / ٢١٥ رقم ٢٠٩٦ ، التاريخ الكبير ٨ / ٢٤٥ رقم ٢٨٧٧ ، سنن ابن ماجة ٢ / ٩٠٠ ذ ح ٢٦٩٦ ، مسند الحميدي ٢ / ٣١٥ ح ٧٢٢ ، مسند البزّار ٨ / ٢٩٨ ذ ح ٣٣٧٠ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣٩ رقم ٧٥٦٢ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٦٥ رقم ٧٣٠٩.