وقال الفضل (١) :
من ضروريات الدين أنّ علم الغيب مخصوص بالله ، والنصوص في ذلك كثيرة ..
( وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلأَهُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ ... ) (٢)الآية ..
( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ... ) (٣) الآية ..
فلا يصحّ لغير الله أن يقال : إنّه يعلم الغيب.
ولهذا لمّا قيل عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الرجز :
وفينا نبيّ يعلم ما في الغد
أنكر على قائله وقال : دع هذا! وقل غير هذا! (٤)
وبالجملة ، لا يجوز أن يقال لأحد : فلان يعلم الغيب.
نعم ، الإخبار بالغيب بتعليم الله جائز ، وطريق هذا التعليم إمّا الوحي ، أو الإلهام عند من يجعله طريقا إلى علم الغيب.
فإن صحّ أنّ أمير المؤمنين أخبر بالمغيّبات ، فلا بدّ أن يقال :
__________________
(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٥٢ الطبعة الحجرية.
(٢) سورة الأنعام ٦ : ٥٩.
(٣) سورة لقمان ٣١ : ٣٤.
(٤) انظر : صحيح البخاري ٧ / ٣٣ ح ٧٩ كتاب النكاح ، سنن أبي داود ٤ / ٢٨٢ ـ ٢٨٣ ح ٤٩٢٢ ، سنن الترمذي ٣ / ٣٩٩ ح ١٠٩٠ ، سنن ابن ماجة ١ / ٦١١ ح ١٨٩٧ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٣ / ٣٣٢ ح ٥٥٦٣ ، مسند أحمد ٦ / ٣٥٩ و ٣٦٠.