وأقول :
إنّ سيّد المرسلين وآله خيرة الله من العالمين ، لغنيّون بمدح الله لهم في كتابه العزيز (١) ، عن مدحهم بمثل هذا الذي سمّاه منظوما ، لكنّا نشكره عليه ، فإنّه غاية مقدوره ، ومبلغ علمه.
وينبغي التعرّض لهذه الأخبار التي ذكرها المصنّف رحمهالله ، لكنّها كثيرة يطول المقام ببيان من رواها ، فإن شئت أن تعرفها فارجع إلى « كنز العمّال » ، و « جامع الترمذي » ، و « صواعق » ابن حجر ، ونحوها ، تجدها وأضعافها (٢).
نعم ، لا يجمل الإخلال بذكرها أصلا ، فالأولى أن نتعرّض لبعضها بنحو الإشارة إلى من رواها من الصحابة ، ومن أخرجها ، كحديث أنّ الحسنين عليهماالسلام سيّدا شباب أهل الجنّة ، « وكلّ الصّيد في جوف الفرا » (٣).
__________________
(١) كآية التطهير وآية المودّة وآية المباهلة ، وسورة هل آتى ؛ تجدها في ج ٤ / ٣٥١ و ٣٨١ و ٣٩٩ وج ٥ / ٥٠ من هذا الكتاب ، وكذا غيرها تجدها في محالّها من الجزءين الرابع والخامس من هذا الكتاب ؛ فراجع!
(٢) انظر : كنز العمّال ١٢ / ١١٢ ـ ١٢٣ ح ٣٤٢٤٦ ـ ٣٤٣٠٠ وج ١٣ / ٦٥٨ ـ ٦٧١ ح ٣٧٦٧٠ ـ ٣٧٧١٢ ، سنن الترمذي ٥ / ٦١٤ ـ ٦٢٠ ح ٣٧٦٨ ـ ٣٧٨٤ ، الصواعق المحرقة : ٢١١ ـ ٢١٣ وص ٢٩٠ ـ ٢٩٢ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٧٩ ـ ١٨٥.
(٣) مثل مشهور ، يضرب لمن يفضّل على أقرانه ، الذي يقوم مقام الكثير لعظمه.
وقد تألّف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا سفيان بهذا المثل حين استأذن على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فحجب قليلا ثمّ أذن له.