زهده
قال المصنّف ـ رفع الله درجته ـ (١) :
المطلب الخامس : في الزهد
لا خلاف في أنّه أزهد أهل زمانه ، طلّق الدنيا ثلاثا (٢).
قال قبيصة بن جابر : « ما رأيت في الدنيا أزهد من عليّ بن أبي طالب ، كان قوته الشعير غير المأدوم ، ولم يشبع من البرّ ثلاثة أيّام » (٣).
قال عمر بن عبد العزيز : « ما علمنا أنّ أحدا كان في هذه الأمّة بعد النبيّ أزهد من عليّ بن أبي طالب » (٤).
وروى أخطب خوارزم ، عن عمّار بن ياسر ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « يا عليّ! إنّ الله تعالى زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة هي أحبّ إليه منها ، زهّدك في الدنيا ، وبغضها إليك ، وحبّب إليك الفقراء ، فرضيت بهم أتباعا ، ورضوا بك إماما.
يا عليّ! طوبى لمن أحبّك وصدّق عليك (٥) ، والويل لمن
__________________
(١) نهج الحقّ : ٢٤٤.
(٢) انظر : نهج البلاغة : ٤٨٠ رقم ٧٧ ، الأمالي ـ لأبي علي القالي ـ ٢ / ١٤٧ ، حلية الأولياء ١ / ٨٤ ـ ٨٥ ، الاستيعاب ٣ / ١١٠٧ ـ ١١٠٨.
(٣) انظر : الزهد ـ لابن أبي الدنيا ـ : ١٦٦ ح ٤٠٣.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٠٨ نقلا عن اللؤلؤيات.
(٥) في المصدر : « بك ».