« كتاب التفسير » ، عن يوسف بن ماهك ، أنّ مروان قال : « إنّ هذا ـ يعني عبد الرحمن بن أبي بكر ـ الذي أنزل الله فيه : ( وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي ) (١) ، فقالت عائشة من وراء الحجاب : ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن ، إلّا أنّ الله أنزل عذري » (٢).
إذ لو نزلت آية في مدح أبيها لاستثنتها أيضا ، فمن أين جاؤوا بالآيات العديدة؟!
ولا ينافي هذا العموم آية الغار ؛ لنزولها في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكنّها دلّت على خطابه لأبي بكر ، وهو ليس نزولا فيه!
وأشهر ما زعموا نزوله في أبي بكر قوله تعالى : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى * وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) (٣).
رووا ذلك عن عروة وعبد الله ، ابني الزبير (٤) ، وهو ـ مع كونه عن رأيهما قول ـ محلّ التهمة ، وأعدى عدوّ لعليّ ، وممّن حاربه يوم الجمل.
وقد مرّ أنّ بغضه ـ فضلا عن حربه ـ علامة النفاق (٥) ، والمنافق فاسق لا يقبل رأيه في التفسير وروايته ، ولا كرامة!
__________________
(١) سورة الأحقاف ٤٦ : ١٧.
(٢) صحيح البخاري ٦ / ٢٣٧ ح ٣٢٣.
(٣) سورة الليل ٩٢ : ١٧ ـ ١٩.
(٤) انظر : تفسير الطبري ١٢ / ٦٢٠ ح ٣٧٤٩٠ ، لباب النقول : ٢٣٠.
(٥) راجع مبحث حديث : « لا يحبّك إلّا مؤمن ... » ، في الصفحات ١٤٧ ـ ١٥١ من هذا الجزء.