وأمّا النسيان ؛ فيبطله عندهم ما رواه البخاري (١) ، عن أبي هريرة ، قال : « قلت : يا رسول الله! إنّي أسمع منك حديثا كثيرا أنساه.
قال : ابسط رداءك!
فبسطته ؛ قال : فغرف بيديه ، ثمّ قال : ضمّه ؛ فضممته ؛ فما نسيت شيئا بعده ».
وأقول :
هذا أيضا من حديث خرافة (٢) ، فإنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لو كان مريدا له الحفظ ، كفاه أن يدعو له به ، كما فعل مع أمير المؤمنين لمّا بعثه قاضيا إلى اليمن (٣) ، ولمّا نزل قوله : ( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) (٤).
__________________
(١) في باب حفظ العلم ، من كتاب العلم [ ١ / ٦٧ ـ ٦٨ ح ٦٠ ] ، وفي موارد كثيرة باختلاف فيه [ ٥ / ٦٢ ح ١٤٨ وج ٩ / ١٩٤ ح ١٢٢ كتاب الاعتصام ]. منه قدسسره.
(٢) مثل يضرب لكلّ ما لا يمكن وقوعه.
وقد مرّت الإشارة إليه مفصّلة في ج ٣ / ٤٣ ه ١ من هذا الكتاب ؛ فراجع!
(٣) انظر : سنن أبي داود ٣ / ٣٠٠ ح ٣٥٨٢ ، سنن ابن ماجة ٢ / ٧٧٤ ح ٢٣١٠ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١١٦ ـ ١١٧ ح ٨٤١٧ ـ ٨٤٢٢ ، مسند أحمد ١ / ٨٣ و ٨٨ و ٩٠ و ٩٦ و ١١١ و ١٥٦ ، مسند البزّار ٣ / ١٢٥ ح ٩١٢ ، مسند أبي يعلى ١ / ٢٥٢ ح ٢٩٣ وص ٢٦٨ ح ٣١٦ ، المعجم الأوسط ٤ / ٣٤٨ ح ٣٨٩٢ ، مسند الطيالسي : ١٦ ح ٩٨ ، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٢ / ٢٥٧ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ١٣ ح ٥٧ وص ٤٩٥ ح ٥ ، مسند عبد بن حميد : ٦١ ح ٩٤ ، تأويل مختلف الحديث ـ لابن قتيبة ـ : ١٤٥ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٧ / ٢٦٠ ح ٥٠٤٢ ، أخبار القضاة ـ لوكيع ـ ١ / ٨٤ ـ ٨٨ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤٥ ـ ١٤٦ ح ٤٦٥٨ وج ٤ / ٩٩ ح ٧٠٠٣ ، حلية الأولياء ٤ / ٣٨١ ـ ٣٨٢ رقم ٢٨٤ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ١٠ / ١٤٠ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٤٤٤ رقم ٦٩١٦.
(٤) سورة الحاقّة ٦٩ : ١٢.
وراجع مبحث الآية ذاتها في ج ٥ / ٤٥ ـ ٤٩ من هذا الكتاب!