كنت تقول : « قال رسول الله : لا عدوى ».
فأبى أبو هريرة أن يعرف ذلك ، [ وقال : لا يورد ممرض على مصحّ ].
فماراه (١) الحارث في ذلك حتّى غضب أبو هريرة ، فرطن (٢) بالحبشيّة ، فقال للحارث : أتدري ماذا قلت؟!
قال : لا.
قال أبو هريرة : قلت : أبيت.
قال أبو سلمة : ولعمري ، لقد كان أبو هريرة يحدّثنا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « لا عدوى » ؛ فلا أدري أنسي أبو هريرة ، أم نسخ أحد القولين الآخر؟!
أقول :
كلا العذرين باطل! ..
أمّا النسخ ؛ فلأنّه إنّما يدخل الأحكام ، مع أنّ النسخ لو دعا أبا هريرة إلى الترك لاعتذر به عند الحارث ، أو لم يروهما أوّلا.
__________________
(١) ماراه مماراة ومراء : جادله ولاجه ؛ والمراء ـ في الأصل ـ : الجدال ، وأن يستخرج الرجل من مناظره كلاما ومعاني الخصومة وغيرها ؛ انظر : لسان العرب ١٣ / ٩٠ مادّة « مرا » ، تاج العروس ٢٠ / ١٨٣ مادّة « مري ».
وفي صحيح مسلم ٧ / ٣١ : « فما رآه » ، وهو تصحيف.
(٢) رطن العجميّ يرطن رطنا : تكلّم بلغته ؛ والرّطانة والرّطاّنة والمراطنة : التكلّم بالعجمية ؛ انظر : لسان العرب ٥ / ٢٣٩ مادّة « رطن ».