وقد رغب بعض القوم أن يعارض حديث سيادة الزهراء عليهاالسلام بما وضعه على لسان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام » (١) ..
وهو ظاهر الوضع ؛ إذ لا يحسن نسبة هذا التشبيه الواهي إلى من أعطي جوامع الكلم ، وكان أفصح من نطق بالضاد.
وكيف لا يجزم بكذبه من عرف طريقة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في لطف كلامه ، وحسن بيانه ، وبديع تشبيهاته؟!
وأين هو من
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فاطمة سيّدة نساء العالمين » (٢)؟!
وليت شعري ، أيكون الفضل جزافا ، وقد خالفت أمر الله في كتابه بقرارها في بيتها (٣) ، وخرجت على إمام زمانها الذي قال فيه رسول الله : « حربك حربي » (٤)؟!
__________________
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « فاطمة سيّدة نساء العالمين بعد مريم وآسية وخديجة » ..
وهو مناف لجميع أخبارهم! ويا ليتهم اكتفوا بذلك ولم يأتوا بما يناقضه في فضل عائشة!!
منه قدسسره.
(١) تقدّم في الصفحة السابقة عن « صحيح مسلم ».
(٢) انظر : سنن الترمذي ٥ / ٦١٩ ح ٣٧٨١ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٥ / ١٤٦ ـ ١٤٧ ح ٨٥١٥ ـ ٨٥١٧ ، مسند أحمد ٥ / ٣٩١ ، فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٩٩٠ ح ١٤٠٦ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٥٢٧ ح ٣ ، حلية الأولياء ٤ / ١٩٠ ، الاعتقاد على مذهب السلف : ١٨٧.
وانظر ما مرّ آنفا في الصفحات السابقة ، وكذا ما تقدّم في ج ٤ / ٢٣١ من هذا الكتاب.
(٣) إشارة إلى قوله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى ) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.
(٤) تقدّم تخريجه في الصفحة ٤٣٢ ه ١ من هذا الجزء ؛ فراجع!