لدلالتها على أنّها سيّدة نساء العالمين بلا استثناء (١) (٢).
__________________
الأخبار : ١٠٧ ح ١ ، دلائل الإمامة : ١١ و ٥٤ و ٥٦ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٧ ، الأمالي ـ للطوسي ـ : ٥٧٥ ، إعلام الورى ١ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦ ، مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٦٩ ـ ٣٧١ ، عمدة عيون صحاح الأخبار : ٤٤٥ ح ٦٨٤ وص ٤٤٨ ـ ٤٤٩ ح ٦٩٢ ـ ٦٩٦.
(١) تقدّمت آنفا في الصفحات السابقة.
(٢) وبعضها مخصّصة بمريم ؛ ولا يبعد أنّه من الحسد لسيّدة النساء ، كما يشهد له أنّ بعض روايات التخصيص واهية اللفظ والمعنى ؛ قال فيها : « إلّا ما كان من مريم » أو « لمريم » ؛ إذ لا معنى للعدول عن استثناء مريم إلى ما كان منها!
وبعضها متنافية المراد ، كالتي رواها في « الاستيعاب » [ ٤ / ١٨٩٥ ] ، عن عمران ابن حصين ، قال : « قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لفاطمة : أما ترضين أنّك سيّدة نساء العالمين؟! قالت : فأين مريم؟! قال : تلك سيّدة نساء عالمها ، وأنت سيّدة نساء عالمك » ..
فإنّ قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ... أنّك سيّدة نساء العالمين » دالّ ـ بلحاظ أنّ « العالمين » جمع محلّى باللام ـ على أنّ سيادتها لا تختصّ بعالمها ، وهو مناف لقوله : « أنت سيّدة نساء عالمك » ..
وإطلاق « العالمين » على العالم الواحد ـ مع مخالفته للظاهر ـ خال عن الفائدة في المقام ..
ولا يبعد أنّ في الحديث تحريفا بإبدال « العالمين » ب « عالمك » ، فيكون آخر الحديث كأوّله مفيدا للعموم ولا يحصل التنافي ، ويكون موافقا لما ورد عندنا ، فإنّه جاء في أخبارنا [ كما في الهامش ٤ من الصفحة السابقة ] ، أنّ النبيّ قال : « فاطمة سيّدة نساء العالمين ؛ فقيل له : أليست تلك مريم؟! فقال : مريم سيّدة نساء عالمها ، وفاطمة سيّدة نساء العالمين ».
وأمّا قوله تعالى : وفضّلك ( عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ ) ، فالمراد به : أكثر العوالم ، بقرينة ما سبق.
ثمّ إنّ بعض الرواة لم يكتف باستثناء مريم ، بل أضاف إليها غيرها! فقد نقل في « كنز العمّال » [ انظر : كنز العمّال ١٢ / ١١٠ ح ٣٤٢٣٣ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٥٢٧ ب ٣٣ ح ٥ ] ، عن ابن أبي شيبة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، أنّ