ويكفي المصنّف رحمهالله فضلا عجز علماء القوم في عصره عن معارضته ، حينما جمعهم السلطان السعيد محمّد خدا بنده حتّى تشيّع السلطان في الحال وجمع كثير ممّن شاهد الحال أو سمعها ، وتشيّعت إيران ببركة علم المصنّف ونيّر برهانه (١).
وأمّا ما زعمه من أنّ أحمد جمع الضعيف والمنكر ؛ معلّلا بأنّه « مسند » لا « صحيح » ، فمن عدم معرفته للمسمّيات إلّا بأسمائها ، فإنّ « مسند أحمد » كصحاحهم قد جمع أخبارا مسندة صحيحة عنده ، وإن سمّي ب « المسند ».
قال ابن تيميّة في ردّه ل « منهاج الكرامة » للمصنّف ، عند الكلام على « البرهان السابع » على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو آية « المودّة » : « شرط أحمد في المسند ، مثل أبي داود في سننه » (٢).
وقال عند الكلام على « البرهان السادس (٣) والعشرين » وهو قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) (٤) : « وهي ـ أي أحاديث مسند أحمد ـ أجود من أحاديث سنن أبي داود » (٥).
__________________
(١) انظر : روضة المتّقين ٩ / ٣٠ ـ ٣٢ ، أعيان الشيعة ٥ / ٣٩٩ ، وحكى هذه القصّة القاضي التستري في مجالس المؤمنين : الورقة ١١٨ / ترجمة العلّامة الحلّي ، عن تاريخ الحافظ ( آبرو ) من علماء السنّة ، وغيره ، كما في مقدّمة إحقاق الحقّ ١ / ١١ ـ ١٦.
(٢) منهاج السّنّة ٧ / ٩٧.
(٣) في الأصل : « السابع » ، وما أثبتناه من المصدر.
(٤) سورة الحديد ٥٧ : ١٩.
(٥) منهاج السنّة ٧ / ٢٢٣.