وقال المترجم لأحمد بمقدّمة مسنده ، المطبوع بالمطبعة الميمنية بمصر سنة ١٣١٣ : « قال السبكي ـ أي في : الطبقات الكبرى ـ : قال الحافظ أبو موسى محمّد بن أبي بكر المديني (١) : هذا الكتاب ـ يعني : مسند أحمد ـ أصل كبير ، ومرجع وثيق لأصحاب الحديث ... جعل إماما ومعتمدا ، وعند التنازع ملجأ ومسندا.
ثمّ روى عن حنبل بن إسحاق ، قال : جمعنا عمّي ـ يعني أحمد بن حنبل ـ لي ولصالح ولعبد الله ... وقال لنا : إنّ هذا الكتاب قد جمعته وانتقيته (٢) من أكثر من سبعمئة وخمسين ألفا ؛ فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فارجعوا إليه ، فإن كان [ فيه ] ، وإلّا فليس بحجّة.
ثمّ نقل عن عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ، قال : عملت هذا الكتاب إماما ، إذا اختلف الناس في سنّة [ عن ] رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رجع إليه.
ثمّ قال أبو موسى المديني : لم يخرّج ـ أي أحمد ـ إلّا عمّن ثبت
__________________
(١) هو : أبو موسى محمّد بن أبي بكر عمر بن أحمد بن عمر ، الحافظ الأصبهاني المدينى ، ولد بأصبهان سنة ٥٠١ ، وتوفّي بها سنة ٥٨١ ه ، شيخ زمانه إسنادا وحفظا ، سمع بأصبهان وهمذان وبغداد ، وروى وصنّف كتبا كثيرة في الحديث والنحو واللغة وغيرها ، منها : نزهة الحفّاظ ، تتمّة « معرفة الصحابة » لأبي نعيم ، المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث ـ وهو تتمّة كتاب « الغريبين » للهروي ـ ، الأخبار الطوال.
انظر : وفيات الأعيان ٤ / ٢٨٦ رقم ٦١٨ ، مرآة الجنان ٣ / ٣٢١ ، سير أعلام النبلاء ٢١ / ١٥٢ رقم ٧٨ ، طبقات الشافعية الكبرى ـ للسبكي ـ ٦ / ١٦٠ رقم ٦٧٥ ، غاية النهاية في طبقات القرّاء ٢ / ٢١٥ رقم ٣٣٠٦ ، شذرات الذهب ٤ / ٢٧٣.
(٢) كان في الأصل : « وأتقنته » ، وهو تصحيف ، وما أثبتناه من « طبقات الشافعية ».