وأمّا ما قيل : إنّ جعفر بن أحمد كان رافضيا ؛ فلا منشأ له إلّا روايته ما يسمعه من فضائل آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ومساوئ أعدائهم.
وهذه عادتهم في من روى فضيلة لأهل البيت أو رذيلة لأعدائهم ، يريدون بذلك إخفاء الحقّ وترويج الباطل ، كما عرفته في مقدّمة الكتاب (١) ؛ فلذا خفي جلّ فضائل آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأكثر مساوئ مخالفيهم ، كما لا منشأ لنسبة الوضع إلى جعفر إلّا إظهاره للحقّ!
وأمّا تكذيب الفضل نسبة الحديث إلى « مسند أحمد » ؛ فالظاهر أنّ سببه عدم نقل ابن الجوزي للحديث إلّا عن الخطيب ، وإلّا فهو أقصر باعا عن الاطّلاع على جميع « مسند أحمد » ، كما يشهد له إنكاره للحديث الآتي مع ثبوته في « المسند ».
وقد نقل ابن أبي الحديد (٢) هذا الحديث بعينه ، عن أحمد في مسنده ، وفي « الفضائل » ، ثمّ قال : وذكره صاحب كتاب « الفردوس » وزاد فيه : « ثمّ انتقلنا حتّى صرنا في عبد المطّلب ، فكان لي النبوّة ، ولعليّ الوصيّة ».انتهى.
ولكنّي قد طلبت الحديث في « المسند » فلم أعثر عليه ، وجلّ ظنّي أنّه غير موجود في النسخة المطبوعة منه التي هي بأيدينا الآن ؛ لأنّهم إذا رأوا مثل هذه الفضيلة السنيّة حذفوها مهما أمكن ، كما سننبّهك على بعض ما عثرنا عليه ممّا نقله علماؤهم عن « المسند » ، ومع ذلك لم يوجد
__________________
(١) انظر : ج ١ / ١٨ و ٢٢ ـ ٢٥ من هذا الكتاب.
(٢) في شرح النهج ، ص ٤٥٠ من الجزء الثاني [ ٩ / ١٧١ ]. منه قدسسره.
وانظر : فضائل الصحابة ـ لأحمد ـ ٢ / ٨٢٣ ـ ٨٢٤ ح ١١٣٠ ، فردوس الأخبار ٢ / ١٧٨ ح ٤٨٨٤ وبلفظ آخر في ج ١ / ٣٧٤ ح ٢٧٧٦.