الاقتصادية ـ كما يتضح من حجم الغنائم التي حصلوا عليها ـ ويضعف عدوهم من هذه الناحية أيضا ، وبالتالي فإنه يربك خطط العدو وخطواته في مجال التآمر على المسلمين ، وضربهم ، ويؤجل كثيرا من المشاكل ، والأخطار إلى أجل مسمى ، الأمر الذي ربما يحمل معه الكثير من المستجدات ، التي قد لا يبقى معها مجال للحرب ، ولا للخصومة على الإطلاق.
ولعل ما ذكره ابن سعد من قول الرسول «صلى الله عليه وآله» لأبي سلمة : سر حتى تنزل أرض بني أسد فأغر عليهم قبل أن تلاقى عليك جموعهم (١) ، يشير إلى الأمرين السابقين.
ج : إن ذلك يعطينا : أنه لا مانع من المبادرة إلى أعمال وقائية ، تمنع الأعداء من تسديد الضربات القاسية للمؤمنين ، ما دام العدو بصدد ذلك ، ويعد العدة له.
أضف إلى ذلك : أن غزو المسلمين في عقر دارهم يضعف أمرهم ، ويوهن عزمهم ، ويطمع فيهم أعداءهم.
أما إذا بادروا هم إلى مبادءة أعدائهم في عقر دارهم ، فإن ذلك أبعد للسمع ، وأنكى للعدو ، وأقوى لقلوب المسلمين.
د : لعل الرواية الأخيرة أقرب إلى الصواب ، إذا ثبت أن مسعود بن
__________________
(١) الطبقات ج ٢ قسم ١ ص ٣٥ ومغازي الواقدي ج ١ ص ٣٤١ والسيرة الحلبية ج ١ ص ١٦٤.