سراج الدين عمر بن الوردي رجلا صالحا كثير الخيرات حسن الخلق سيد شعراء عصره ، جمع في شعره بين الحلاوة والطلاوة والجزالة ، له مقام عظيم عند الناس ومهابة كثيرة لما كان عليه من الزهد والورع والخشية والخوف من الله تعالى. برع في سائر العلوم وصنف تصانيف حميدة ونظم فيها منظومات فائقة مجيدة ، وكفاه شرفا هذه المنظومة العظيمة وما حوت من المسائل الجلية ، وكذلك منظومته المشهورة المسماة «بالبهجة في الفقه» ، وما أحسن قوله في آخرها :
فهي عروس بنت عشر بكر |
|
بكرية لها الدعاء مهر |
وفضائله ومناقبه رضي الله تعالى عنه أكثر من أن تحصى ، فهو الغاية والنهاية. وكانت وفاته في سابع عشري ذي الحجة الحرام ختام عام تسعة وأربعين وسبعمائة وهو في عشر السبعين رحمهالله تعالى ونفعنا به ا ه.
ورأيت في الرسالة المسماة «بنفحة العنبر في نسب الشيخ علي إسكندر للصدّيق الأكبر» ما نصه : وفي غير الديار المصرية منهم (أي من المنسوبين للصديق رضياللهعنه) جماعة منهم زين الدين عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس بن علي ابن أحمد بن عمر بن فظلما (هكذا وهو محرف) بن سعيد بن القاسم بن النصر بن محمد ابن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن [بن أبي بكر الصديق رضياللهعنه] عرف بابن الوردي الحلبي الإمام المشهور صاحب البهجة. توفي ببلده حلب ، هكذا ساق الرملي نسبه في شرحه على البهجة ، وقد أشار لذلك في لاميته :
مع أني أحمد الله على |
|
نسبي إذ بأبي بكر اتصل |
وحق له في ذلك الفخر الجسيم لكونه ينتمي إلى إمام عظيم.
وقال في ديوانه :
جدي هو الصديق واسمي عمر |
|
وابني أبو بكر وبنتي عائشه |
لكن يزيد ناقص عندي ففي |
|
ظلم الحسين ألف ألف فاحشه |
وأورد له في المنهل الصافي قوله :
ديار مصر هي الدنيا وساكنها |
|
هم الأنام فقابلها بتقبيل |