وصدره بما لم أجده لغيره من ذكره الحمدلة سبع عشرة مرة حيث قال : الحمد لله مقدر السكون والحركات ، الحمد لله الحافظ لعباده في الإقامة والتردد في القفار والفلوات ، إلى أن قال : وقد يسمى هذا التعليق تحرير المقال في ضبط ما وقع لجامعه في الإقامة والارتحال ، أو الفوائد والدرر فيما وقع له في السفر والحضر ، أو ملء العيبة فيما وقع في الإقامة والغيبة ، أو التحفة فيما وقع في الإقامة والوجهة ، أو زبدة الخبر فيما وقع في الإقامة والسفر ، أو عيون الأخبار فيما وقع لجامعه في الإقامة والأسفار ، إلى أن قال : وقد سنح لي اختيار الأخير فهو عين الأسماء.
وله مجموع سماه «سلوة الحزين» ذكر فيه فوائد ، ومن غريب ما اتفق له فيه أنه كان يعلق فيه شيئا من خبر وقعة الحرة ، فدخل عليه رجل وأخبره أن الوزير الأعظم في الدولة السليمانية إبراهيم باشا ، وكان يومئذ بحلب في سنة إحدى وثلاثين ، قد أمر بقتل نائب قاضي حلب وأنه علقّ وأن الجم الغفير قد سر بذلك ، وهو يعلّق في خبر عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري الصنعاني الأنباري القاضي وأنه ضربت عنقه.
وكان رحمهالله تعالى يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يقبل هدية أهل الدنيا ولا يتولى شيئا من الوظائف والمناصب ويقنع بما يحصل له من كسب مال كان له على يد من يتجر له فيه متعففا متقشفا.
توفي بحلب في أواسط صفر سنة ست وثلاثين ودفن تحت سفح جبل جوشن عند الحارة التي يرد عليها من يرد من الأنطاكيين ، وتألم لفقده أهل حلب وغيرهم كسيدي علوان الحموي ، فإنه تأخر بالوفاة عنه في هذه السنة بما دون ثلاثة أشهر ، وعنه نقل بالواسطة شيخنا جار الله أنه قال في شأن الشيخ زين الدين وذلك بعد أن توفاه الله تعالى : انتهت إليه رياسة الحديث النبوي ومعرفة طرقه. وكان محافظا على السنة واقتفاء أثر السلف الصالح رحمهالله تعالى وإيانا.
قال في «الكواكب السائرة» ناقلا عن تاريخ ابن طولون الدمشقي : إنه بعد وفاته بسبعة عشر يوما توفيت زوجته ولم يعقب. ا ه.
وذكر الرضي ابن الحنبلي في ترجمة محمد أبي النجا محمد بن إبراهيم الشهير بابن الخياط الشافعي عم الزين عمر الشماع المتقدم ذكره أنه كان دينا خيرا حضر مجلسه في السماعات