حكمها أو مواعظها ثم قال لي : يا علوان أهكذا أنت أو أنت متصف بما ذكرت ، فإن يكن كذلك فبها ونعمت أو نحو هذا الكلام ، ثم قال له : يا أخي قولك :
يا من إليه بذلتي أتخضع |
|
وبذكره أبدا لساني مولع |
إن كنت كذلك فبها ونعمت أو فكن كما قلت أو نحو ذلك.
وله تخميس آخر سماه «فتح المنّان في تخميس رائية الشيخ علوان» وهي القصيدة التي مطلعها :
يا طالبا للوصال بادر |
|
واخرج عن الكون ثم سافر |
وله في معنى الحديث المسلسل بالأولية قوله فيما أنشدنيه :
كن راحما لجميع الخلق منبسطا |
|
لهم وعاملهم بالبشر والبشر |
من يرحم الناس يرحمه الإله كذا |
|
جاء الحديث به عن سيد البشر |
واتفق له في هذين البيتين أن أنشدهما بمكة ، فقال فاضل من فضلائها : ما أردتم بقولكم البشر؟ فقال : جمع بشارة ، فقال له : فعل هل يجمع عليه فعالة؟ فأوقفه إذ أشكل عليه ، فلقي آخر من فضلائها فذكر له الواقعة فقال له : أبشر فقد صنف بعضهم كتابا في فضائل النبي صلىاللهعليهوسلم وسماه «خير البشر بخير البشر» ، ثم ذهب إلى منزله فأوقفه عليه فسر به إذ دل على صحة استعمال هذا اللفظ ، ولو لا ذكره البشر وهو طلاقة الوجه مع البشر بالتحريك لم يجعل البشر بالتحريك جمع بشارة ، فلم يرد عليه ما ورد وإنما كان يجعله جمع بشرة من البشر الذي هو طلاقة الوجه مثل كسر في جمع كسرة كما في قول سالم بن مفرج السلمي المعري أحد رجال تاريخ ابن العديم :
له راحة ينهلّ من فيضها الندى |
|
فينهل في معروفها البدو والحضر |
ووجه يضيء البدر من قسماته |
|
وأحسن ما في أوجه البشر البشر |
ولشيخنا ما أنشده بعد إسماع أحاديث منها (اغتنم خمسا قبل خمس) من قوله :
تيقظ ونافس في المعالي بهمة |
|
تجد نفسا فالنفس إن جدت جدّت |
عليك بخمس قبل خمس ففز بها |
|
وإياك خلّي قهر أخطر علّة |