إليك تأتي أمور الناس قاطبة |
|
عرب وروم وأعجام من الفرق |
هل أنت غرة هذا الدهر واحده |
|
فريد في عصره مسعود غير شقي |
كافي المهمات حاوي الفضل كنز تقى |
|
مصباح بهجته كالبدر في الغسق |
مهذب العقل مغني الراغبين أتى |
|
تصحيح ألفاظه كالدر في نسق |
أما ومكة والأقصى وخيف منى |
|
وسورة النور والأعراف والفلق |
لقد سما لك ذكر طيّب وثنا |
|
تضوع كالمسك أو كالعنبر العبق |
أوضحت بالحق منهاجا لطالبه |
|
ومنهج العدل والإرشاد للفرق |
لك اليراع إذا ما اهتز في ورق |
|
رأيت بحر الندى قد فاض بالورق |
دامت لياليك في أمن وفي خفر |
|
ونجم سعدك وهّاج على الشفق |
يا من به حلب أحوالها صلحت |
|
وبات ساكنها بالأمن من فرق |
نوال كفيك مبسوط ومتصل |
|
يا كامل الفضل كم مدّيت من رمق |
أنت الإمام كمال الدين من كملت |
|
أوصافه الغر لا تحصى من الورق |
لله درك يا مولاي من رجل |
|
لسانه ناطق بالحق منطلق |
شاد المعالي وساد الأقدمين وقد |
|
زهت مناقبه كالزهر حين سقي |
أبقاه مولاه في الدنيا لنا سندا |
|
حتى نعيش به في أطيب العبق |
فمن يكن بكمال الدين متثقا |
|
بعد الإله فلا يخشى من الغرق |
عين الوجود ورأس الناس في حلب |
|
كهف المساكين شيخ المسلمين تقي |
يقوم بالليل والقرآن يسرده |
|
بالفكر والذكر والتدبير في الغسق |
خال من الغش ذو نصح وصدق وفا |
|
وسيرة ظهرت في أحسن الطرق |
دارت بسعدك أفلاك السعود وقد |
|
علوت قدرا وإجلالا على الأفق |
مات العدو وقد شقت مرارته |
|
وكبده ذاب من غيظ ومن حنق |
هلّت مدامعه كالسحب من حسد |
|
وبات في قلق من شدة الأرق |
عليل مسقوم في ذل وفي حزن |
|
وقلبه من أليم الحقد في حرق |
لا زلت ترقى على الأفلاك مرتفعا |
|
أوج المعالي فلا تخشى من الزلق |
يهدى برأيك أصحاب العقول كما |
|
يهدى المضل بسير النجم في الطرق |
أوليتني نعما قلّدتني مننا |
|
ألبستني خلعا تغلو على الوشق |
بادر لعبدك يا مولاي والحظه |
|
وانظر إليه وأنقذه من الأرق |