على الإطلاق ، ولم نر بها من يجاريه في مجموعه من القاطنين والواردين في حلبة السباق.
قرأ الحديث بحلب وغيرها من البلاد كدمشق والقاهرة ومكة ، وقد سمعت ذلك من لفظه غير مرة ، وقد أملى جملة ما قرأه وسمعه وألفه بلفظه العذب الشهي على صاحبه المحدث المفيد محب الدين جار الله ولد شيخنا العز بن فهد الهاشمي المكي ، فمنه كما شاهدته أثبته في معجمه فسح الله في مدته ونفع به ، وأن شيخنا صاحب الترجمة أخبره أنه ولد في سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بمدينة حلب ونشأ بها وحفظ القرآن العظيم والمنهاج للنووي والإرشاد لابن المقري كلاهما في الفقه ، وألفية العراقي في الحديث ، والسيرة النبوية ومنهاج البيضاوي في أصول الفقه ، والشاطبية في القرآن ، وكافية ابن الحجاب وألفية ابن مالك كلاهما في النحو ، والطوالع للبيضاوي في الأصول ، والشمسية في المنطق ، وتصريف العزي في الصرف. واشتغل بالعلوم على جماعة فأخذ القراءات عن الشيخ جعفر السنهوري والشيخ علي الجبرتي والشيخ سليمان الهروي ، والفقه عن الشمس السلامي ، وسمع بعض الإرشاد على الشمس الجوجري ، وبعض الحاوي على الكمال ابن أبي شريف ، وأخذ عن الشيخ علي قل درويش شرح المواقف وشرح العضد في أصول الفقه وشرح الطوالع وشرح المقاصد ، وأخذ عن مولانا زاده الجرخي السمرقندي التفسير للقاضي البيضاوي ، وعن الشيخ ابن السلامي ألفيتي ابن مالك وابن معطي ، وعن الشيخ أبي ذر إعرابه للمنهاج ، وعن الشيخ نصر الله الكافية لابن الحاجب.
وسمع الحديث عن الشيخ أبي ذر فقرأ عليه صحيح البخاري ومسلم والشفا للقاضي عياض وغير ذلك ، وقرأ على الشيخ ابن السلامي الصحيحين وشرح ألفية العراقي.
وحج في سنة ست وستين وثمانمائة وأخذ بمكة عن التقي بن فهد وعن البرهان البقاعي سنة إحدى وثمانين ، وأخذ عن الشيخ عبد الرحمن بن خليل الأذرعي سنة سبع وستين فسمع عليه بعض تأليفه : «بشارة المحبوب بتكفير الذنوب» وأجازه جماعة بالإفتاء والتدريس. ثم قال صاحبنا : وانتفع الناس بدروسه وإفادته وصار شيخ بلده مع التحقيق والديانة والإعجاب بنفسه وكثرة الدعوى والمشاححة لطلبة العلم في الألفاظ والفتيا. انتهى ما نقلته من قبس شيخنا (الزين الشماع).
وما ذكره من أن البدر السيوفي كان يخفض في بعض الأحيان قدر من ذكر عنده فصحيح ، حتى إنه كان يتعرض إلى الشيخ جبريل والشيخ إبراهيم العمادي وغيرهما من